حكاية سيدي الغريب وسيدي الاربعين 11 Mar 2009, 2:12 am
اولياء الله الصالحين بالسويس
يوجد بالسويس العديد من اولياء الله الصالحين مثل
سيدي عبد الله الغريب - سيدي عبد الله الاربعين - سيدي فرج - سيدي مشيمش
ومن اشهر هؤلاء الاولياء سيدي الغريب وسيدي الاربعين ويوجد الاول في حي الغريب والثاني في حي الاربعين
حكاية سيدي عبد الله الغريب
اسمه الحقيقي ابو يوسف بن محمد بن يعقوب بن ابراهيم بن عماد
وبما ان كلنا عبيد الله فقد اطلق عليه عبد الله وبما انه كان غريب عن السويس وليس من اهلها ( فقد كان من المغرب )
فاطلق عليه لقب الغريب ......... ليصبح عبد الله الغريب
سبب حضوره الي السويس
كان القرامطه قد قطعوا كل الطرق المؤديه لطريق الحج لمنع الحجاج من اداء فريضة الحج
وعندما علم بذلك عبد الله المهدي مؤسس الدوله الفاطميه في بلاد المغرب
قام بارسال حمله عسكريه بقيادة ابي يوسف بن محمد بن يعقوب بن ابراهيم بن عماد
وتقدم نحو بلبيس ومنها الي القلزم ( السويس حاليا ) عام 320 هجريه والتقي مع القرامطه في
معركه حاسمه عند القلزم
واستشهد في المعركه ليلة الجمعه في 17 من ذي القعده عام 320من الهجره
ودفن مع بقية الشهداء في مكانه الحالي
ويطلق علي المنطقه التي يوجد بها مسجد وضريح سيدي عبد الله الغريب بحي الغريب
وهو من اشهر واقدم الاحياء في السويس
ويتبارك اهل السويس بهذا الولي الصالح ويطلقون عليه حامي السويس
والله خير حافظا وخير الناصرين
وكان اهل المدينه اثناء الحرب والجمهور اثناء مباريات كرة القدم ينادون
حامي السويس ياغريب تباركا به
واثناء معركته مع القرامطه كان عبد الله الغريب ينادي في الناس ويقول
اقدموا سواسيه ترهبون اعداء الله
ويعتقد بعض المؤرخين ان هذا النداء كان سبب اطلاق اسم السويس علي القلزم القديمه
وفي الغرفه الخاصه بقبر القائد الفاطمي عبد الله الغريب يوجد مقابر المشايخ الاربعه
من رجال الصوفيه الذين كانوا معه في المعركه وهم
الشيخ عمر والشيخ ابو النور والشيخ حسين والشيخ الجنيد
وكان هذا الموقع مزارا لحجاج بيت الله الحرام وبه بئرا للسقايه
ومن بركات هذا المكان انه في حرب 1973 وعندما حاصر اليهود المدينه وقطعوا عنها
المياه الحلوه من ترعة الاسماعيليه
تفجر فيها احد الابار القديمه لتروي اهل السويس وابطال المقاومه الشعبيه اثناء الحصار
بفضل من الله عز وجل
وقد قام الخديوي عباس ببناء مسجدا علي قبر البطل الفاطمي
ثم قامت حكومة الثوره بتجديد المسجد وتوسعة الميدان ( تقريبا في عام 1965 او 1966 ميلاديه)
ونقلت في المسجد الجديد رفات الولي الصالح عبد الله الغريب وزملائه المشايخ الاربعه
وقد عثر في قبره اثناء توسيع المسجد علي لوحه رخاميه كتب عليها
(( بسم الله الرحمن الرحيم
" الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من
ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما ين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء
وسع كرسيه السموات والارض وهو العلي العظيم "
هذا قبر ابي يوسف يعقوب بن محمد بن ابراهيم بن عماد
وكانت وفاته رضي الله عنه ليلة الجمعه سبعة عشر بقيت من ذي القعده سنة عشرون وثلثمائه هجريه ))
وقد حدثت اثناء توسعة المسجد ونقل الرفات حادثه غريبه اتذكرها انا شخصيا
فعند الكشف عن الرفات لم يجدوا اي شيء واخذ اهل المدينه يقولون ان سيدي الغريب
حكايه خرافيه ليس لها اساس من الصحه وغير ذلك من الاقاويل
الا انه جاء في المنام في رؤيا للشيخ حافظ سلامه واخبره انهم يحفرون في المكان الخطأ
ودله علي المكان الصحيح
وبالفعل اخبر الحاج حافظ القائمين علي العمل بالمكان الصحيح كما شاهد في الرؤيا وحفروا ووجدوا جثمانه
كما هو لم يتحلل وبجواره قدمه التي قطعت اثناء المعركه كما كان يحكي لنا تماما ونحن اطفال
حيث ان حكاية سيدي الغريب متوارثه جيل بعد جيل في السويس
وكان هذا اليوم يوم عيد لأهل المدينه وكان التراب الذي خرج من حفر قبره به رائحة المسك
وانا شخصيا شاهد علي هذه الحادثه وكنت طفل في عمر 10 سنوات تقريبا
مسجد سيدي عبد الله الغريب
سيدي عبد الله الاربعين
مسجد سيدي الاربعين من المعالم التاريخيه وانشئ منذ اكثر من 90 عامافي حي
الاربعين وهو من الاحياء الشعبيه وأكثر احياء السويس كثافه سكانيه
وكان قد حضر الي السويس 40 ولي صالح من شمال افريقيا اثناء حفر قناة السويس وكان هو اخرهم
ولذلك اطلق عليه لقب الاربعين
وكان رجلا صالح ومجاهد وقاوم نظام السخره وكان يهون علي العمال العاملين في حفر القناه
ويساعدهم علي التفقه في امور دينهم الاسلامي الحنيف
والتف الناس من حوله يتعلمون امور دينهم ودنياهم الي ان توفاه الله تعالي
ودفن في هذا المكان وبني فوق قبره مسجدا من تبرعات الاهالي في عام 1910
وتم تجديد وتطوير المسجد بعد ذلك في عهد الثوره ليصبح علي هذه الصوره الحاليه
مسجد وميدان سيدي عبد الله الاربعين
[Download the Podcast (; MB)]
()
الة السمسميه ( اصلها وتاريخها ) 3 Nov 2008, 12:52 am
اصل الة السمسميه
السمسمية : هي آلة وترية مصرية تصنع بشكل محلي وتستخدم لإحياء المناسبات السعيده في محافظات منطقة قناة السويس
وهي الة موسيقية شعبية ذات خمسة اوتار وهى موسيقيا تتبع السلم الخماسى مثلها مثل الربابه - الطنبوره - الارجول
وتتكون اجزاء الاله من :
الحمال - السناد - الشمسية - القرص - صندوق الصوت - الحوايات – الاوتار . واوتار السمسية الخمسة من سلك صلب و عزف اله السمسمية يكون على مقام الراست او الكرد او البياتي اوالحجاز او النهاوند او العجم
اسماء اوتار آلة السمسمية هي البومه - المتكلم - المتحدث - المجاوب - الشراره وعند العزف فان عازف السمسية يقوم بعزف المقطوعة او الاغنية حسب مقام واحد ولا يستطيع الانتقال إلى مقام اخر داخل العمل وانما قبل البدء في العزف يقوم بضبط اوتار السمسية حسب المقام الذى سيتم العزف عليه واذا تغير المقام يتوقف عازف السمسية عن العزف لاعادة الضبط . ولكن تم زيادة عدد الاوتار بعد ذلك حتي يمكن التنقل بين المقامات بسهوله
وعندالعزف علي السمسميه يتم وضع الاصابع علي الاوتار التي يراد ان لا تخرج نغم أي يكتمها ويترك الوتر الذي يراد اظهار نغمته وذلك علي عكس جميع الالات الوتريه الاخري مثل العود والكمان والجيتار
اصل اله السمسميه :
هناك اراء تقول ان اصل اله السمسمية هى اله الكناره ( او القيثاره ) الفرعونية الا انها بعدد سبعة اوتار من امعاء الحيوان او الة الهارب الفرعونيه ايضا ثم تطورت إلى اله الطنبوره النوبية الحالية وهى عبارة عن علبه من الخشب او قصعة او طبق صاج مشدود عليه جلد رقيق ولها زراعان متباعدان يسميا المداد يربطمها زراع ثالث ويتم ربط الاجزاء بخيوط قوية ثم كان التطور إلى اله السمسية التقليدية الحالية مما يدل على انها اله مصرية خالصة لكن هناك راى اخرانها دخلت إلى مصر مع أبناء الجزيرة العربية التجار الذين كانو ياتوا إلى مدينة السويس و استقروا بها ودلالات اصحاب هذا الرأى وجود الاغانى الجداويه نسبة إلى مدينة جدة والتى مازالت تغنى حتى الان في مدينة السويس وهناك رأي اخر انها وصلت الي السويس من الحبشة ربما في واحدة من رحلات الحجاج الذين كانوا يمرون بالسويس كمحطة رئيسية في طريق الحج القديم وكانوا يصطحبون معهم آلة الطمبورة للترفيه عن أنفسهم، وهي الآلة التي أخذها عنهم السوايسة وراحوا يطورونها ويصغرونها و«يسمسموها» لتصبح «السمسمية»، وتنتقل إلي مدن القناة الثلاث
ومن اسماء فناني السمسميه القدام الفنان السويسي عبد الله كبربر والاسماعيلاوي احمد فرج والبورسعيدي احمد السواحلي والغريب انهم جميعا من اصحاب البشره السمراء
وهذا يدل علي ان اصل الة السمسيه سويسي وانتقلت منها الي باقي مدن القناه
شكل حفلات السمسمية زمان او ما يعرف بالضمه والحنة السويسي :
كانت حفلات السمسمية ( الضمه ) تبدأ عادة بعزف منفرد لعازف السمسمية بدون اشتراك اى الات اخرى معه على الاطلاق وكان هذا العزف بمثابة تنبيه للجمهور وتجميع لهم ( ضمهم ) إلى حلقة السمسمية ثم بعد اكتمال الحلقة وتنبيه المستمعين تبدأ الالات الاخرى في العزف مع السمسمية وتبدأ المجاملات بالرقص اى ان الراقص يجامل صاحب المناسبة بأداء رقصة له وكان الرقص تمثيلى وتقليد للحرف المختلفة مثل صيد السمك ورمى الشباك او لحرفة البمبوطى وهو يجذف بقاربه ويلقى الحبل للسفن ليربطوه بها او تمثيل فكاهى ثم بعد ذلك استراحة يعاد فيها توليف وضبط السمسمية وشد جلد الطبلة بتسخينه وفى حفلات الزواج تنتهى السهرة بحنة العريس او العروس ( ومن هنا يطلق السوايسة على حفلات السمسمية الحنه السويسى ) وكان يتم احضار صينية مليئة بالحنة الجاهزة للاستعمال ويوضع بداخلها شموع وتغطى الصينية بحنتها وشموعها بقماش التل وتحضر العروس وتكشف الصينية وتبدأ بتوزيع قطع من الحنة على المدعوات من النساء واهلها واهل العريس الذين يبدأن بالدوران حول الصينية وهن يرقصن ويزغردن على انغام السمسميه وكان يتم العزف على السمسميه مجاملة للنساء
ولابد من اشعال نار وهي رمز للشعله في علم السويس والرقص والدوران حولها اثناء الغناء وعزف السمسميه
وينتهي الحفل او الحنة السويسي باطفاء النار ...
ولان السويس هي اول من عزفت علي اوتار السمسميه فكان لابد ان تكون هي المحافظه الغيوره علي الحفاظ علي هذا التراث والذي تعتبره ملكا لها ومسؤوله عنه
ولذلك فقد تم انشاء اول مدرسه لتعليم فن العزف علي السمسميه
ولنتعرف معا علي ناظر المدرسه
الريس كابوريا
الريس سيد كابوريا وعلي يمينه الكابتن غزالي الشاعر الكبيروقائد فرقة اولادالارض
الريس كابوريا حضرة ناظر مدرسة السمسمية المحترم :
لم يدخل الريس كابوريا معهداً فنياً واحداً في حياته ولم يدخل أي مدرسة لتدريس الفن والأكثر من ذلك أنه لا يعرف حتي الطريق لأي أكاديمية فنية في مصر..
ورغم ذلك فهو فنان بالفطره. تكفي نظرة واحدة إليه وهو يؤدي أغاني السمسمية التي يحفظ عدداً كبيراً منها، لأن تحكم بأنه اسطي محترف يفهم صنعته جيداً ويؤديها علي الوجه الأكمل الأمر الذي أهّله لتدريب أجيال جديدة أخري فتح لها مدرسة في منزله وراح يلقنهم الفن كما تعلمه هو ممن سبقوه.
هوسيد عبدالحميد محمد الشهير بسيد كابوريا واحد من عشرات الفنانين الشعبيين في مدينة السويس الذين خرجوا من تحت عباءة فن السمسمية.. هو من مواليد حي الأربعين بمحافظة السويس ويبلغ من العمر حوالي66 سنة و يحمل تراث أغاني السمسمية التي يصل عددها إلي حوالي ١٧٠ أغنية بما فيها «الطقاطيق» والأغاني المختلفية، تلقي تدريبه الأول علي يد الفنان السويسي الراحل «عبدالمنعم عمار» وانطلق بعد ذلك يمارس الهواية التي صارت جزءاً من حياته فترك الدراسة وراح مع زملائه الشباب يطوفون الأفراح الشعبية التي كانت تقام في مدينة السويس،
والتي كانت لا تخلو من آلة السمسمية التي عشقها أهالي مدن القناة، بعد أن وصلت إليهم من الحبشة ربما في واحدة من رحلات الحجاج الذين كانوا يمرون بالسويس كمحطة رئيسية في طريق الحج القديم وكانوا يصطحبون معهم آلة الطمبورة للترفيه عن أنفسهم، وهي الآلة التي أخذها عنهم السوايسة وراحوا يطورونها ويصغرونها و«يسمسموها» لتصبح «السمسمية»، وتنتقل إلي مدن القناة الثلاث كما يروي «كابوريا».
كانت أفراح السويس في الستينيات ذات طابع مميز، ليس بالسمسمية فقط، وإنما بالأغاني الفلكلورية التي كانت تؤدي علي خلفية العزف، وهي أغان شعبية غير مدونة تناقلتها الألسن، منها ما يرجع تاريخها إلي كتاب الأغاني للأصفهاني، ومنها ما ألّفه الأهالي أنفسهم، ورغم أن «كابوريا» لا يعرف القراءة أوالكتابة إلا أنه حفظ التراث بالكامل، وصار مرجعاً لزملائه من المطربين والمؤدين، وكما برع «كابوريا» في الغناء برع أيضاً في الرقص السويسي «كالبحاري والمقسوم»، وهي رقصات مستوحاة في مجملها من لغة القباطين في البحر، والبمبوطية علي مراكبهم..
لم تكن السمسمية ـ كما يقول «كابوريا» ـ مجرد آلة موسيقية هزلية يعزف عليها السوايسة أغنياتهم المفضلة ويقيمون علي أنغامها حفلات الحنة السويسي والزفة المميزة فقط، ولكنها تجاوزت ذلك بمراحل عندما استخدمها أهالي مدن القناة أثناء الحروب التي واجهت مدنهم، حيث طافوا المحافظات المختلفة ليعبئوا الناس بعد هزيمة ٦٧ بالأغاني الوطنية التي تم تركيبها علي ألحان الأغاني الشعبية وحققوا بها أهدافهم كما أرادوا.وبالطبع كان لفرقة اولاد الارض بقيادة الشاعر الكبير الكابتن غزالي الدور الاكبر في هذه الفتره
حقق «كابوريا» كل ما تمناه عندما أسس فرقته للسمسمية، وضم إليها زملاءه القدامي «الريس عربي المصري»، والريس «علي شلاضم» و«عيد عبد الرحيم»، و«هاني خديوي» و«حسن جلهوم» و«أحمد شريف» و«حسين كنيسة» و«مبروك سيد مرجان»، و«مرسي عوف»،
وفي الوقت نفسه كون جمعية «محبي السمسمية والفن الشعبي» المشهرة تحت رقم ٤٥٩ للحفاظ علي تراث السمسمية من الضياع، غير أنه انتبه إلي أن هذا ليس كل شيء فقرر أن يفتح مدرسة لتعليم فن السمسمية في منزله بحي الأربعين.. فترك عمله وأخذ يدور في الشوارع والحواري باحثاً في الأفراح الشعبية عن المواهب المدفونه .. أطفال صغار يمتلكون بذرة موهبة ولو بمقدار واحد في المليون سواء في الغناء أو الرقص أو حتي حسن الاستماع إلي الموسيقي ليبدأ في تدريبهم وتعليمهم أصول فن السمسمية كما تعلمها هو من الأجيال التي سبقته..
مهمة شاقة ألزم بها الريس كابوريا نفسه حتي يضمن استمرار هذا الفن إلي ما شاء الله، ورغم المشقة، إلا أنه نجح في مهمته واستطاع أن يكون ما يشبه الفرقة الصغيرة، أدخل فيها الفتيات اللائي حققن نتائج مذهلة بدا أنها فاجأت «كابوريا» نفسه الذي لم يكتف بالتدريب علي الغناء، وإنما تعدي ذلك إلي تعليم الأطفال العزف علي السمسمية، الأمر الذي دفعه إلي أن يقيم ورشة صغيرة أسفل منزله بالأربعين احترف فيها صنع السمسمية علي يديه منوعاً في أحجامها لتناسب أعمار الأطفال الصغار،
ويعتز «كابوريا» بأنه خرج ثلاث دفعات في مدرسته تعلموا علي يديه منهم «عبدالرحمن مصطفي» و«نعمة محمد» و«عبد الباقي كابوريا» و«منة الله علي» ويعتز أكثر أن جهوده كلها ذاتية فلم يحصل علي تمويل من أي جهة خارجية أو داخلية، بالإضافة إلي ذلك تعاون «كابوريا» مع قصر ثقافة السويس لتدريب مجموعة أخري من الأطفال يأمل أن يحملوا الراية يوماً ما.
تحيه لك ياعم سيد من السويس وكل السوايسه علي هذا المجهود الخرافي ( ونسمع احلي كف سويسي قايم نايم تحيه لعم سيد )
الة الهارب الفرعونيه
الة القيثارة او الكنارة الفرعونيه
الكنارة الفرعونيه
السمسميه القديمه
السمسميه
السمسميه
السمسميه
عاشق السويس
( علاء السويسي )
[Download the Podcast (; MB)]
()
تاريخ السويس في صور ( بعضها نادر جدا ) 5 Oct 2008, 1:44 am
تاريخ السويس في صور البعض منها صور نادره جدا
وبعض الصور امكنني تحديد مكانها الحالي وبعضها عباره عن بوستال كارد ومكتوب عليه المكان
وبعضها لم يمكنني تحديد مكانها الحالي
( وادعو جميع السوايسه ان تعرف احدهم علي المكان الحالي لاحدي الصور القديمه
ان يرسل لي ميل بذلك )
اضغط عل الصور للتكبير
اجمل علم ( رمز احلي بلد )
السويس عام 1845
السويس عام 1860
الفلاحين يقومون بحفر القناة
الخديوي اسماعيل والامبراطوره اوجيني في حفل افتتاح القناه
في 17 نوفمبر 1869
غاطس ميناء السويس قديما
قناة السويس في الماضي
السويس القديمه جدا
ا
قصر محمد علي زمان وبه ديوان عام المحافظه
مكتوب علي الصوره بوستال كارد لكفر زار ( هل المقصود كفر شار الحالي)
الله اعلم انا مش متأكد .......
الصوره دي تقريبا لسيدي ابو الليف لانه يظهر بها بعد الحديقه جزء من قصر محم علي بالضبط عند المطافي حاليا
جانب التلغراف الانجليزي ( مازال موجود حتي الان )
بوستال كارد لشارع الكساره ويلاحظ ان كل التجار كانوا خواجات
شوارع السويس القديمه والبيوت البغدادلي والحنطور المواصله الرئيسيه
والسفا الذي سوصل المياه للبيوت بالقرب
مكتب البريد والبوسته ببورتوفيق
شوارع بورتوفيق قديما
شوارع السويس زمااااااااااان والبيوت البغدادلي
الصوره دي تقريبا لمبني المحكمه القديمه ( والله اعلم )
مكتوب شارع بريسيبال ( مش عارف فين حاليا)
الصوره دي تقريبا للبيت خلف الجمعيه التعاونيه التي في السويس حاليا الشارع اللي خلف الجمعيه مباشرة
وما زال موجود جزء من الحديقه موجود حتي الان
طقم موظفين جمرك السويس عام 1931 ( يمكن اي فرد من زوار الموقع يشوف جده هنا )
مكتوب علي الصوره بوستال كارد لمحطة القطر ببورتوفيق
( ياسلام علي جمالك يابلدي )
محطة القطار التي كانت امام شارع النمسا
(اسفل الصوره الي الشمال تماما يعتبر مكان بائع السريديا الحالي
والبيت البغدادلي علي اليمين مكان مستشفي المبره حاليا)
السكة الحديد امام الفيلل الفرنساوي ببورتوفيق حيث كانت تصل الي الميناء
ويلاحظ وجود كوبري للمشاه فوقها ( ياسلام علي الجمال )
السكة الحديد في شارع الجيش
ميناء الزيتيه القديم خلف شركة شل ( النصر للبترول )
مبني التلغراف الانجليزي امام عمر افندي
ويلاحظ وجود السكه الحديد امامه في شارع الجيش ( مازال موجود حتي الان )
مش عارف بصراحه ميناء بورتوفيق ولا مينا الزيتيه
( اللي يعرف منكم يبلغني بميل ويقول السبب علشان نعدل التعريف )
ميناء بورتوفيق زماااااان
قصر محمد علي
تمثال الفهد في مدخل القناه في اول بورتوفيق واول القناه
منظر من البحر للتمثالين للفهدين والمسله المهدمه حاليا
ومبني الارشاد القديم لهيئة قناة السويس ( صوره رائعه ونادره جدا )
بيت المساجيري مازال موجود حتي الان
العلم المصري للقوات المصريه في حرب 1956
احدي الطائرات اليهوديه المضروبه في حرب 1956
عبد الناصر في السويس والقطار يمر به في شارع الجيش
وشوف الناس عامله ازاي ( الله يرحمه )
محطة الاوتوبيس القديمه بالاربعين
بيت المساجيري
الخور القديم ومراكب الصيد والسمك السويسي
( احلي سمك في الدنيا والجلمبو والجمبري )
بوستال كارد لتمثال الفهد ببورتوفيق
الكورنيش قبل 1967 امام مبني المحافظه وعمارة كمبورس
ويلاحظ ان البحر كان مكان جنينة الخالدين حاليا ( صوره للتاريخ )
البمبوطيه بالمراكب القديمه بالشراع ( زماااان )
ميناء بورتوفيق القديم
قصر محمد علي
البمبوطيه زمااااااان
تمثال الفهد ببورتوفيق
محطة القطار القديمه بميدان الاربعين
ميناء اليتكه القديم
ميدان الخضر قبل 1967 ويلاحظ مكان عمارة موبينيل كان بيت بغدادلي
واليحر كان عند الشارع مكان مدرسة فتية الاسلام
ننتقل هنا لمرحلة اخري وهي فترة حرب 1967 وحرب الاستنزاف
وحرب اكتوبر 1973
حتي لا ننسي كيف عانت الاجيال القديمه
وكيف ضحت حتي نعيش نحن في عزه وكرامة
---------------
مساكن الغريب اللوكس اثناء حرب الاستنزاف في 1967
كل الصور دي مش محتاجه تعليق
شارع الجيش امام سينما مصر
اطفاء الحرائق المشتعله في شركة شل
ظلت هذه الحرائق مشتعلة لمدة 3 ايام متواصله مع العلم ان تنكات الزيت كانت خاليه )
فرقة اولاد الارض وكان لها دور كبير في رفع الروح المعنويه للجنود والمقاومه
وشعب السويس ( ربنا يديله الصحه الكابتن غزالي الشاعر مازال موجود بيننا
حتي الان )
نظره الي المستقبل المجهول
لحظة العبور والانتصار
الحاج حافظ سلامه ورمز الصمود ( ربنا يديله الصحه وطول العمر )
الشيخ حافظ وسط ابطال المقاومه في ساحة مسجد الشهداء
الشيخ حافظ وابطال المقاومه
يوم 24 اكتوبر المجيد
هزيمة اليهود علي ايدي ابطال شعب السويس
الدبابات مدمره امام قسم الاربعين
دبابه اسرائيلي مدمره بجوار سينما مصر
الديايات مدمره في شارع الجيش
دبابه مدمره امام سينما مصر
السويس اليوم
لنا الفخر جميعا اننا ابناء السويس
---------------
تمثال للجندي المصري بالكورنيش
معرض الغنائم للدبابات الاسرائيليه بالحديقه الجديده
مبني محافظة السويس
ابراج الصفا
كورنيش طريق بورتوفيق والحائق والمشايه علي البحر
الكنيسه التي امام سينما او برج شنتكلير حاليا
استاد السويس
حديقة الخالدين امام المحافظه
ميدان الاربعين
جامعة قناة السويس
الفيلل الفرنساوي ببورتوفيق
شارع الجيش
مدخل حوض الدرس وحديقة المتحف الجديد
شارع الجيش
فرن شكوكو في حلقة السمك المهدمه بالاربعين
ميدان امام قصر الثقافه
احدي الفيلل ببورتوفيق
استراحة الرئيس السادات ببورتوفيق
الحديقه الفرنساوي
وتحتوي علي مجموعه من الاشجار والنباتات النادره جدا
نادي اليخت ببورتوفيق
سقالة لنشات المرشدين ببورتوفيق
ميناء السويس ( صوره من البحر )
مسجد بدر ببورتوفيق
( الله الله علي جمالك يابلدي )
مسجد سيدي الغريب
مسجد سيدي الغريب
مسجد سيدي الاربعين
مسجد بدر ببورتوفيق
مراوح توليد الكهرباء بالزعفرانه
مسجد حمزه بن عبد المطلب
احدي عيون موسي الاثني عشر
شركة السويس لتصنيع البترول ( المعمل )
شركة شل لتصنيع البترول ومساكن الشركه الشرقيه
مقابر جنود الحرب العالميه
مأمور قسم السويس بجانب مدفع رمضان ( علي فكره يبقي ابن خالتي )
العسكري المختص بالنداء لانطلاق المدفع ساعة الافطار
سفر الحجيج من ميناء بورتوفيق
خروج مركب الحجيج من الميناء
مدخل نفق الشهيد احمد حمدي للعبور من السويس الي سيناء
داخل النفق
ده تمثال عن مدخل النقطه الحصينه بعيون موسي
وهي احدي نقاط خط بارليف
احدي عيون موسي
واحة عيون موسي
العين السخنه ( فندق بورتريه )
احدي واحات نخيل الدوم بجبل عتاقه في وادي الدوم بعد العين السخنه
احدي القري بالسخنه
وادي الدوم بجبل عتاقه
احدي عيون موسي الاثني عشر
احد الفنادق بالعين السخنه ستيللا دي ماري
ستيللا دي ماري
ونش بحري تابع لترسانة السويس البحريه
ميناء بورتوفيق
عبور غير شرعي للقناه
عبور غير شرعي للقناه
الغطس واستخراج البصر واللوجز والسريديا في السويس
رحلات الصيد في بحر بلدنا
الصيد وقت الشروق
ده ابني عمر طالع صياد من صغره
ا
[Download the Podcast (; MB)]
()
ملحمة السويس في 24 اكتوبر 1973 4 Oct 2008, 3:29 am
فدائيين السويس الأسطورة
في يوم 20 أكتوبر 1973 أصبح التواجد الإسرائيلي غرب القناة كبيرا بعد إستغلال الجيش الإسرائيلي لثغرة الدفرسوار بالعبور إلى غرب القناة، وتم تكليف فرقة (آدن) الإسرائيلية بالتقدم جنوبا إلى السويس، وكانت القوات المصرية قد نجحت في دحر الهجوم الإسرائيلي في إتجاه الإسماعيلية بواسطة اللواء 150 مظلات واللواء 15 مدرعات. وقد تكبد العدو الإسرائيلي في ذلك اليوم خسائر فادحة هي الأكبر طوال أيام حرب أكتوبر من حيث العتاد والأرواح وكان القتال يدور بجميع الأسلحة من المدفعية إلى المدرعات ومن الصواريخ إلى الطيران.
ولم يكن أمام العدو سوى إستخدام أسلوب حرب العصابات التى يجيدها وعلى الفور أندفعت أعداد قليلة من مدرعاته (من 4 إلى 7) في كل إتجاه لتشتيت القوات المصرية.
وفي اليوم نفسه قامت فرقتي (آدان) و(ماهيه) الإسرائيليتان بالتقدم نحو السويس وقطعتا طريق القاهرة-السويس.
وفي اليوم التالي قام الجنرال (آدن) بالإندفاع بفرقته المدرعة نحو السويس، ومع حلول منتصف ليلة 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار وكانت القوات الإسرائيلية وقتها على بُعد 35 كم شمال السويس. وبرغم إلتزام مصر بقرار مجلس الأمن فإن إسرائيل -كالعادة- بدأت في التحرك بإتجاه السويس كآخر مكسب يمكن أن تحققه في الحرب.
ومع منتصف ليلة 23 أكتوبر وصل لوائين مدرعين إلى مشارف المدينة في الوقت الذى كانت فيه فرقة الجنرال (ماجن) تحاول عزل السويس عن العاصمة. ورغم أن القوات الإسرائيلية فقدت نحو 200 دبابة أثناء تقدمها إلا أنها أصبحت مع نهاية ليلة 23 أكتوبر على مشارف السويس التى كانت على موعد مع التاريخ لتسجل واحدة من أعظم معارك الدفاع عن الأرض والكرامة ولتجعل من عتباتها مقبرة للغزاة.
مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر أدرك شعب السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ولذلك فقد أستعد كل من في المدينة للزود عن الأرض. ولأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية نظامية فقد أعتمد الأهالى على السلاح الخفيف. وأصبح عبئ الدفاع عن المدينة على عاتق رجال الشرطة وأبطال منظمة سيناء العربية التى كانت تضم بين جنباتها مجموعة من أروع الفدائيين.
وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا ثانيا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه أعتبارا من السابعة من صباح 24 أكتوبر.
ومع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم، ولاحظوا أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن، وكما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:
- محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.
- محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.
- محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.
وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس
فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية.
وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه وعلي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.
وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.
أصبحت السويس محاصرة تماما بفرقتين مدرعتين، وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض التذكارات من الشوارع.
وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد بإطلاق ثلاث قذائف ار بي جي لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!.
يقول البطل محمود عواد: (بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية القى سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ "يا بو خليل يا جن")
وفتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس يصطادون الدبابات المذعورة.
وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفى أبو هاشم الذى أستشهد في 8 فبراير 1970.
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
يقول محمود عواد أن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا هو مات أن يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنه بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام عواد بدفن الشهيد بنفسه.
وبعد إنتهاء حصار السويس الذى أستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامه بإخراج جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ: (أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها..)
وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان قررا أقتحام القسم من الأمام وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناة العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدا على سلم القسم ويسقط زميله فايز شهيدا بجوار الخندق داخل القسم.
وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد أنسحبت بالكامل خارج السويس بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وقام البطلان محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو.
وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود. ومنذ هذا التاريخ تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي.
يقول الجنرال حاييم هرتزوج -الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- في كتابة "حرب التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرون )
تعالوا معي نقرأ ما حدث في ذلك اليوم بالتفصيل
ويقوم برواية الاحداث الاشخاص اصحاب الحدث الذين لم ينالوا الشهاده وما زالوا متواجدين معنا
حتي هذهاللحظه يوم الاحد 4 /10 / 2008 وقت كتابة هذا الموضوع
اطال الله في عمرهم ورحم شهدائنا وجزاهم عنا خيرا
الموضوع عباره عن تفريغ للفيلم التسجيلي ( السويس الذاكره المنسيه ) الذي تم عرضه علي قناة الجزيره بتاريخ 26 / 10 / 2005 حيث انه للاسف لم يتوافر لدينا نسخه من الفيلم وهو فيلم وثائقي
السويس الذاكره المنسيه
عبد المنعم قناوي– فدائي سابق بمنظمة سيناء العربية: على طول جبهة طولها مائة وخمسة وسبعين ألف متر كان في كل متر فيه بطولة أثناء عملية اقتحام قناة السويس وتسلق خط بارليف والنقط القوية، لازم إحنا نتذكر الأيام اللي عدّت دي ما عدّتش أونطة كده لازم نتذكرها.
محمود عواد– قائد مجموعة بمنظمة سيناء العربية: يعني القيادة في الفدائية مش بالشهادات العليا ولكن بكفاءة بعدد دخولك الأرض هناك وعدد العمليات الناجحة اللي أنت عملتها، ده في العمل الفدائي على جميع المستويات في العالم كله.
أحمد عطيفي– فدائي سابق بمنظمة سيناء العربية: لا يستطيع حد يقول إيه اللي حصل في أربعة وعشرين أكتوبر إلا إحنا، لأن إحنا اللي صنعنا أربعة وعشرين أكتوبر بفضل من الله وفقط.
محمد سرحان– فدائي سابق: في 1967 أنا كمواطن عادي مش معقول إن مصر تنضرب، مش معقول إن مصر تنهزم، الجيش اللي كان بقى له 19 يوم عمالين نوديه في سيناء في ساعات تدَمّر.
عبد المنعم خالد– فدائي سابق: البلد كانت.. الجيش بتاعها كان وقتها قليل فجاء الرئيس جمال عبد الناصر أعلن إن شعب خط القنال يحمل السلاح ليدافع كل واحد عن مدينته.
الانخراط في منظمة سيناء العرب
--------------------------
عبد المنعم قناوي: بعد نكسة يونيو 1967 وتكونت مجموعات المقاومة الشعبية لحماية المنشآت الحيوية اللي موجودة داخل مدينة السويس.
محمود عواد: رحنا بعد كده بور توفيق نحرس بور توفيق من محاولة الإنزال فسمعت إن هيشكلوا فرقة دوريات بحرية تطلع من الميناء تقعد طول الليل تحرس شركات البترول من البحر عشان يمنعوا محاولة العدو إن هو يدمر الشركات.
عبد المنعم قناوي: دي كانت مهام بتتم يوميا من ستة مساء لستة صباحا، دوريات ليلية لتأمين السفن الراسية.
محمود عواد: ولكن برضه أنا ما كنتش مقتنع بهذا الكلام، مش مقتنع عايز أدور على أي حاجة فبدأت أسعى.
عبد المنعم قناوي: فسمعنا عن تكوين منظمة فدائية على غرار المنظمات الفلسطينية زي فتح وغيرها، أطلِق على هذه المنظمة منظمة سيناء العربية، فبدأ المتطوعين من أبناء السويس من المجموعات الانتحارية بالذات تنضم فرادى.
عبد المنعم خالد: ومع بحث وجرى ورمح ففهمت إن مكتب المخابرات يعني ممكن يجندني لعمل زي ده، رحت أنا المكتب هناك عندهم سألت على الضابط قالوا لي موجود إستنى، قعدت شوية، دخلت له قال لي أيوه يا عبد المنعم، قلت له أيوه يا أفندم أنت سيادتك عارفني؟ قال لي آه.. مش أنت اللي ضربت على العدو؟ قلت له أنا اللي ضربت على العدو، قال لي إحنا عارفين أنك راجل وطني وراجل بتحب بلدك وإحنا نحب الرجالة اللي زي دي، قلت له خلاص مادام بتحبوا الرجالة اللي زي دي وبتحبونا شوفوا لي أي مصلحة أروح أضرب العدو هناك، قال لا دخول جوه غير المكان اللي أنت قاعد فيه في البلد هنا، قال لي سيناء واسعة وكبيرة وما يفهموهاش إلا الناس العرب اللي جوه، قلت له تماما، قال لي فإحنا إيه.. هنعمل لك إيه.. برنامج إن شاء الله وهندخلك يا سيدي سيناء، المهم جابوا لي استمارة ومضيت على الاستمارة مليتها ومضيت ودخلت جوه أوضة كده صوروني ثلاث تصويرات، صورة من الخلف وصورة من الجانب وصورة من الأمام وقالوا لي إحنا إيه هنبعت لك بس تكون في المكان والحاجات دي طبعا ما تقولش لحد عليها دي حاجات سرية بينا وبين بعضنا، قلت له لا ما تخافش، قال لي إيه رأيك تجيب لي واحد معك، قلت له ماشي أنا ما عنديش مانع، فأخذت بعضي ونزلت على الأربعين لزميلي غريب ده قلت له يا عم غريب، قال لي إيه، قلت له إيه رأيك في شغل كويس، قال لي شغل إيه؟ قلت له نروح سيناء، غريب محمد غريب أتصور وملئ استمارة وكل حاجة وجاب الألغام هيدرب غريب فدربه وأنا معاه ومش عارف إيه وقال أنتوا تروحوا ولما أعوزكم هأبقى أجيلكم خلاص يا غريب، قال له خلاص يا أفندم، خدنا بعضنا ومشينا وروّحنا وثاني يوم لقينا عربية آخر النهار جاية تعالى يا عبد المنعم تعالى هات غريب معاك وتعالى، خدنا بعضنا ورحنا لقيناهم مجهزين لنا ألغام نفس عملية زرع الألغام اللي إحنا عملناها أول مرة هنعملها ثاني مرة، عدينا من منطقة ثانية وخدنا بعضنا ورحنا زرعنا ألغامنا وجينا، ثاني يوم بعت لي قال لي عاوزين إيه واحد كمان فأخذنا زميل برضه لنا أسمه محمود عواد أكبر مننا برضه وأكبر مني سنا وراجل كان في الجيش.
محمود عواد: بأقول له إحنا يا منعم هنفضل كده قاعدين واليهود في سيناء هنسيبهم كده يقعدوا ده هيبنوا خلاص وهيخدوا سيناء وهنفضل إحنا كده وهمّ كده، قال لي يعني أنت نفسك تعمل حاجة؟ قلت له طبعا يا منعم، قال لي طب تعالى معايا، فين؟ قال لي تعالى المخابرات، فالمهم رحنا هناك قابلوني وخدوا بياناتي وجابوا لي طلب قدمته وبدؤوا يتحروا عني شهرين ثلاثة، جابوا جدود جدودي من الصعيد.. يعني المخابرات بتاعتنا مش أي واحد يخش فيها كده بتقول له أهلا وسهلا، لا سابوني لغاية ما جئت في يوم قالوا تعالى تفضل روحت قعدوا برضك معايا حوارات هما بيعرفوا منها الإنسان وراحوا مكلفنا بمأمورية نحط فيها ألغام ودي كانت أول مأمورية أطلعها أنا وعبد المنعم خالد والله يرحمه غريب محمد غريب، هذا الرجل برضك من فدائي 1956 زملاء الشهيد مصطفي كان راجل قلبه زي الحديد.
عبد المنعم خالد: وقال أنا عاوزكم بقه إن شاء الله تكبروا لي بقه إيه المجموعة بتاعتكم، فابتدينا بقه إيه.. الحاج ميمي سرحان على سعيد الباشتلي على أبو هاشم على فايز على أشرف على مجموعة كبيرة جدا وقعدنا نجمع وخدنا.. ابتدأت المخابرات يدربونا على أعلى تدريب.
محمد سرحان: أول يوم رحت عادي رحت قابلت القائد سلام عليكم.. عليكم السلام قال آه طيب أقعد، الراجل قعد.. قعدوني من الساعة الثامنة صباحا لغاية الثامنة ليلا لا صلاة ولا أكل ولا شرب حطوني في أوضة كبيرة كده بتاع ثمانية أمتار في عشرة أمتار وكل مثلا ثلاث ساعات يخش لي واحد عسكري معلش أصل الكابتن مش عارف راح فين، بقول لك أول يوم كده ما حطيتش حاجة في معدتي خالص، ثاني يوم قلت ياض إيه.. قالوا لي معلش أصل بيتأسف تعالى بكرة الساعة الثامنة، جئت ثاني يوم معايا سندوتش قلت يمكن أقعد عندهم نصف ساعة ولا ساعة سندوتش يعني أي حاجة، رحت زي امبارح عملوه النهارده.
أحمد عطيفي: بعد ما إحنا دخلنا والتحقنا بالعمل الفدائي بصينا لقينا زميلنا فلان دخل وفلان دخل.. قابلنا زمايلنا جوه لأنه كل واحد كان رايح برغبة منه شخصية فلما جينا نكلم المسؤول طب أنتوا عملتوا كده ليه؟ يقول لك أولا باشوف هل أنت جاي بطريقة رد فعل وقتي ولا أنت مُصِر إن أنت تكون فدائي.
محمود عواد: كانت مهمتنا إن كان في اثنين مدرعة ودبابة بيعملوا دورية كل يوم في ميعاد معين إن إحنا ندمر الوردية دي ونجيب أسير والكلام ده كان لازم يكون في وضح النهار علشان نثبت لهم كفاءة الجندي المصري.
عبد المنعم قناوي: لأن طبعا العدو خلاص إعتاد إن المصريين بيعدوا بالليل وبيعملوا عمليتهم ويمشوا فإحنا بقى في اليوم ده واجهناهم بقه والأوامر عندنا إن إحنا ننفذ العملية بالنهار وهمّ متحركين، فإحنا عدينا طبعا زي ما قلت بالليل وفحتنا مكان للعبوة.. قوالب تي ان تي مجهزة بتوصيل كهربائي على سبيل أول عربية تيجي فوق العبوة نوصل السالب بالموجب فتنفجر العبوة، المجنزرة دي أو المعدة الأوّلانية دي هتطير في الهواء حوالي يمكن عشرة 15 عشرين متر وطبعا تقع باللي فيها.
محمود عواد: اليوم ده لما قمنا بالعملية الصبح جاء الطيران تدخّل مجرد ماا قواتنا أسقطت طائرة سكاي هوك جري الباقي كله ما وقفش لأن فاجئانا لأن العملية دي أعدت إعداد كويس، كانت المدفعية الميدانية مستعدة، المدفعية م.ط والصواريخ كله مستعد للتدخّل وما فيش واحد فينا فُقِد أو واحد فينا أصيب إلا الزميل محمود طه.
عبد المنعم قناوي: وزرعنا العلم المصري شرق القناة.
محمود عواد: العلم ده فضل مرفوع من 5/11/1969 لغاية ما قواتنا عبرت في 1973.
عبد المنعم قناوي: حانت ساعة الخلاص وساعة الانتقام يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 لمّا حدثت المعجزة بتاعت اقتحام قواتنا لقناة السويس وتسلقها للساتر الترابي اللي وصل ارتفاعه لحوالي 22 متر.
عبد المنعم خالد: بصينا لقينا سيناء دي بقه والعة طبعا الناس كلها في البلد الله أكبر.. الله أكبر قواتنا عبرت.
محمود عواد: فوجئنا بأن الطيران بيخش وبيخسر طبعا زعلنا وجريت على المكتب يا أفندي إحنا.. قال أنتم يا جماعة لسه دوركم ما جاش أصبروا بس دوركم جاي لسه.
دور الفدائيين في سد ثغرة الدفرسوار
---------------------------
أحمد عطيفي: وبدأت الحرب ماشية كويسة جدا.. جدا إلى أن تدخلت القوات الأميركية تدخل مباشر.
عبد المنعم قناوي: لما العدو الإسرائيلي تمكن إن هو يعمل الثغرة في منطقة الدفرسوار وعَبَر القناة غربا.
أحمد عطيفي: لما إحنا عرفنا إن العدو هيحاول يقتحم السويس قلنا لازم نواجهه بأسلحة مضادة للمدرعات أسلحتنا المضادة للمدرعات موجودة في القواعد بتاعتنا على خليج السويس وما تمكناش إن إحنا نروح نجبها، كان في الوقت ده كان عندنا الشيخ حافظ سلامة قال لنا إن إحنا نروح نشيل بعض الشهداء فعرفنا إن الشهداء اللي بيكونوا موجودين والمصابين بيخدوهم يودّوهم المستشفي وياخدوا منهم السلاح وبالفعل رحنا في المستشفى ولقينا غرفة اسمها غرفة التسليح اخدنا منها اربجيه واحد هو اللي وجدناه مضاد للدبابات وثلاث صواريخ له واخدناه ورحنا بيت زميلنا الفدائي محمود عواد وقعدنا نفكر لو العدو دخل هنتصرف معاه أزاي ونواجهه أزاي.
محمود عواد: أما عرفنا خلاص لازم نستعد وأنا كده لقيت واحد جاي لابس أفرول مموه، عيل تقريبامن الصاعقة وماسك اربجيه سفن بتلسكوب وجديد لانج وجره في الأرض.
أحمد عطيفي: فمحمود عواد زميلنا بيقول له يا أبني هاتوه قال له ده بتاع واحد زميلي استشهد وده عهده.
محمود عواد: فقلت له طب ممكن يعني الاربجيه ده ونكتب لك وصل قال لي وصل راح رماه لي.
أحمد عطيفي: بقى معانا اثنين اربجيه والذخيرة بتاعتهم.
محمود عواد: جاء لنا بقى يوم 23 وحسينا بقه الناس جاية.. في ذعر الناس جاية تجرى من هنا ومن هنا، الناس تجرى تروح لغاية كده وترجع تيجي ثاني وحالة من الهلع والفزع الناس بخاصة اللي جاية من الجناين، من جميع أصناف الشعب عساكر قلعة هدومها، مدنيين، ستات، مجانين، ستات عيالها تايهة مش عارفة راحت فين، أم زي المجنونة ماشية تلطم، طبعا بدأت تيجي لنا ناس في يوم 23 وتقول لنا إحنا عاوزين نقاتل شباب حلوة زي المهندس محمد البهنسي ده مهندس جارنا هنا ده طلع يوم معانا 24 كان بيقاتل زيه زي أي فدائي موجود وبرضك وغيره وغيره، فالمهم جينا اجتمعنا إن إحنا هنعمل كمائن اليهود يا جماعة هيدخلوا، اليهود فين، كان عندنا الشهيد أشرف ده كان بسم الله ما شاء الله عليه كان كده هو ضئيل الجسم ولكن كان فيه قوة مائة واحد.. يعني العمل اللي يقوم به يساوى مائة واحد ده قالي لي أنا قفلت شارع عرابي بالعربيات.. لمّيت العربيات المضروبة وقفلت شارع عرابي وسبنا لهم شارع الجيش مفتوح لأن همّ عمّالين يركزوا على الشوارع كلها وسايبين الشارع ده سليم اللي همّ هيدخلوا منه والدبابات دلوقتي واقفة في المثلث.
عبد المنعم خالد: يوم 24 أكتوبر حوالي الساعة ستة فوجئنا لقينا الطيران دوّى في السماء عندنا عمال يدُك في البلد دك تدمير شامل.
محمد سرحان: فالساعة ستة ونصف الصبح سلمنا على بعض كلنا وقلنا ربما ما نشوفش بعض وفعلا حصل ولغاية دلوقتي اللي راح استشهد ما شوفناهوش ونتمنى من ربنا إنه يلحقنا بهم يعني.
محمود عواد: الصبح بدري إتوزعنا إلى أربع كمائن على طريق الجيش واتفقنا إن ما حدش يضرب إلا لما يدخلوا و يجوا عندي أو عند الشهيد إبراهيم سليمان إن إحنا نبدأ نضرب ونتعامل معاهم وكانت الكمائن واحد كده وواحد عكسه، . وبعيدة عن بعض ولما نسمع كلمة الانفجار وكلمة الله أكبر الكل هينطلق ويضرب.
محمد سرحان: الدبابات اللي هي داخلة دي كانت رافعة علم الجزائر والمغرب وجايبين حاجة.. المصفحات نص جنزير دي من فوق مفتوحة فجايبين دميات.. دمي وملبسينها عساكر وممسكنها أي حاجة كده.
عبد المنعم خالد: علشان يخدوعنا ونضرب عليهم ونظهر أماكننا فين، فالمهم ما حدش فينا ضرب ودخلناهم و عديناهم لغاية لما دخلت الدبابات الثقيلة وبرضه قلنا محدش يضرب لما إيه أول دبابة توصل عند أول كمين.
أحمد عطيفي: بالفعل بصينا لقينا فيه اشتباك حصل في النسق الأوّلاني، حصل اشتباك، حصل ضرب، حصل انفجارات.
محمود عواد: هنا كان في دوشمة خرسانية من سنة 1956 وكانت مليانة ورق وزبالة ولكن من براها من سقفها حطيت الاربجيه أول دبابة دخلت السويس أصبتها بفضل الله ه وغيرت مكاني وقفت على ناصية الشارع ده وراقبت الدبابات الثانية اللي جاية لقيت ثاني دبابة جت وقفت والمدفع متصوب على الدوشمة دي وضربت الدوشمة لغاية ما نسفتها ولعت فيها النيران لأن الورق اللي فيها والأكياس اللي فيها فغيرت مكاني ورحت جري من عند الأجزخانة وكملت الطلقتين اللي معايا فأصبت بهم دبابتين ولكن.. يعني الضرب فيهم ما كنش مؤثر لأنهم كانو من الدبابات سنتريون أصبهم آه لكن ما وقفوش.
أحمد عطيفي: بصينا لقينا إبراهيم سليمان جاي بيقول يا عطيفي تعالوا بالاربجيه اللي معاكم في خط الدفاع الأول، قلنا له ما أنتوا هناك، قال إحنا ضربنا ولكن همّ مش هيجوا من عندكم همّ ماشيين في خط واحد بالفعل قمنا وجرينا على المنطقة اللي هي بجوار سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) وكان عبارة عن جنينة فيها خندق بتاع أفراد ركبنا فوقه وبدأنا نقاتل المدرعات ضربت أنا دانة بالاربجيه السفن على دبابة ماركتها أو الموديل بتاعها باتون 48 أ 3 أصبتها ولكن لم تدمر تدمير كامل وكملت المشي من الاستعجال في الحرب أنا مسكت الاربجيه من الماسورة بطريقة خطأ أيدي اتحرقت الشمال فأديت الاربجيه لزميلنا الشهيد إبراهيم محمد سليمان وإبراهيم محمد سليمان كان اللي فاضل معانا صاروخين دانتين فقط راح قاعد وجت الموجة التانية من الدبابات كانت دبابات ماركة سنتريون سبعة راح قاعد على الخندق وراح ضارب دبابة وكانت أول دبابة تدمَر في السويس، اللي كان من كتر غرورهم كانوا فاتحين المغازل بتاعت السواق بما إن المفروض في العمليات ما تتفتحش، لمّا دخلت الصاروخ بتاع الاربجية بتاع إبراهيم سليمان دخل شال رقبة السواق.
محمد سرحان: دماغ السواق دي أكنك شلتها بسيف بقت في الأرض زي الكرة، .. قائد الدبابة وقع.
محمود عواد: فالجثة لما سقطت جوه حصل عند بقية الطقم فزع ورعب وده بتاع ربنا الوعد اللي وعدنا بيه سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب.
أحمد عطيفي: ولكن الدبابة ما أنفجرتش وقفت فحبوا يتعاملوا معانا طلعوا واحد يطلع بيضرب بالمدفع النص بوصة، طلقات نص بوصة بيضربوا بها الأفراد ودي طلقات خارقة حارقة.
محمود عواد: لقيت أربعة من زملاتي واقفين و دبابة واقفة والبرج بتاعها الماسورة متوجهة عليهم وهمّ واقفين عمالين يقاتلوا اللي هو الزميل البطل أحمد عطيفي والشهيد إبراهيم سليمان والزميل البطل محمد سرحان وكان معاهم محمد البهنسي.
أحمد عطيفي: محمود عواد كان في الناحية التانية من السكة الحديد شاور لنا نخف الضرب راحوا مطلعين رشاش النص بوصة قفلوا عليهم البرج وبدؤوا يضربونا بالمدفع المائة وسبعة مللي بتاع الدبابة، طلعت منه بالفعل قذيفة لكن الحركة الميكانيكية بتاعتها متمتش والمدفع نزل على الأرض.
محمود عواد: أنا شايف بقه إيه اليهود يحطوا أيدهم على البرج كده يجوا يطلعوا يلاقوا الطلقات ينزلوا تاني، رحت بفضل الله شاورت لزملاتي كان معايا قنابل يدوية وكنت خلاص خلصت الذخيرة وكان معايا اللي هو فتحي سباق ده اللي بيشيل لي الذخيرة مَسّكته الاربجيه وجريت شاورت لهم أنا من الشارع اللي هنا وهمّ من الشارع هناك ورحت بفضل الله طالع فوق الدبابة ورحت رامي كان البرج مفتوح همّ بيحاولوا يخرجوا منه ورحت رامي قنبلة.
أحمد عطيفي: وده أدى إلى انفجارها انفجار تام، دي لما قفلت السكة بدأت كل الدبابات والمدرعات والعربيات النص جنزير وخلافه بدأ يقف وراءها لأن قفلت السكة وهمّ عارفين زي ما إحنا دارسين وهما دارسين الإسرائيليين إن أي مدرعة تقف في مدينة يعني قبر متحرك هتنضرب بسهولة.
محمود عواد: كلهم جم بقوا يركنوا الدبابات يمين يا إما يقفلوا على نفسهم ويقعدوا يضربوا بالمدفع زي ما تيجي بطيخي مرة فوق مرة تحت أو يجروا يهربوا يستخبوا في البيوت.
أحمد عطيفي: أنا كنت واقف في صالة قطع التذاكر بتاعت سينما رويال وبصيت لقيت فيه دبابة واقفة.. مدرعة واقفة جانبي فشلت القنبلة ورمتها فيها اللي مات مات واللي عاش حب يستخبى فبيستخبى في المكان اللي أنا واقف فيه فكانت لحظة ما فيش متر ونصف لدرجة إني لما ضربته وقتل وقع عليهّ اللحظة دي كانت بتبقى إزاي . دي بتتم في جزء من الثانية لكن بتبقى للإنسان فينا شعوره إيه الشعور بيبقى في لحظة سمو، السمو اللي أنت فيها عايز تقاتل كويس جدا عايز تقتل أكبر عدد ممكن علشان تموت بثمن فكان الموت جميل لأن أنت بتشوف زملائك في لحظة كان معك في لحظة مات واستشهد وكانت دي أكبر أمل لنا وده اللي خلانا دخلنا منظمة سيناء تبع المخابرات الحربية.
معركة قسم الأربعين
------------------
محمود عواد: كان المؤسف ان جميع أقسام السويس رفعت الأعلام البيضاءبأمر المحافظ في ذلك الوقت ، نزّلت علم مصر ورفعت العلم الأبيض وده اللي شجع اليهود إن هو يدخل قسم الأربعين عشان يتحامى فيه لأن القسم ده قلعة.
أحمد عطيفي: هو عبارة عن مبنى يحوطه شوارع من الأربع جهات يعني ممكن إنه يتم الدفاع عنه بسهولة وبالفعل إحنا جئنا قتلنا كل الناس اللي حوالين البيوت واللي حوالين قسم الأربعين وقلنا نهاجم قسم الأربعين.
محمد سرحان: لما احتلوا القسم كان يجب إن إحنا نحاول نفك حصار القسم ده بأي طريقة.
عبد المنعم قناوي: بدأت بقى المعركة بدأ كل زميل يؤدي الواجب اللي عليه بأمانة منهم اللي سقط في الأول ومنهم اللي قعد في الآخر واتسقطوا.
أحمد عطيفي: إبراهيم أصلا كان بطل من أبطال الجمباز قال أنا استروني بالنيران وأنا هأنط أبقى جوه القسم والشهيد فايز يدخل من الباب اللي ورا والشهيد أشرف يدخل من الباب اللي قدام ويخطط له إبراهيم لسه بيطير في الجو وبينط راح واخد دفعة رشاش في صدره نام فوق السور، سبناه هنعمل له إيه، أشرف دخل وفايز سمعنا قتال بينهم وبين الإسرائيليين القتال وقف استشهدوا همّ كمان، قعدنا نقاتل إلى أن قلنا نضرب القسم ده بأي شكل ضربناه وبشكل عنيف جدا راحوا مطلعين لنا عسكري كانوا أسرينه من عساكر الشرطة وقالوا إن همّ عايزين يسلموا بس نضمن لهم حياتهم.
محمد سرحان: قلت له يا محمود خد الراجل ده وديه لمحمود عواد لأن كان محمود عواد أتصاب وراح المستشفى يعملوا له شوية إيه إسعافات.
محمود عواد: جايب لي واحد شويش مطلعين الشويش ده علشان عاوزين يسلموا، اليهود عايزين يسلموا بس بيقولوا له إيه.. إحنا مش هنسلم للصاعقة اللي بره، هو ما فيش صاعقة بره ولا ناس ولا واحد فينا لابس أفارولات دأنا لابس بروفر عادي وكوتشي.
أحمد عطيفي: ومحمود خد العسكري ده وراح لقائد المخابرات قال له عايزين يسلموا نفسهم قال له يرموا أسلحتهم من الشبابيك ويرفعوا راية بيضاء وإحنا نضمن حياتهم، العسكري رفض يرجع لأن همّ شرطين إن هو يرجع قلنا ما فيش فائدة نضرب القسم بقنابل حارقة بحيث إن إحنا نخلص منه بأي شكل وبالفعل قعدنا نضربه بقنابل حرقة قدرنا نخلص منه كل ده والمدرعات كلها واقفة دايره مواتيرها دايره.
محمود عواد: بعد كده جاءت لي التعليمات .. قال لي متخلوش مدرعات دايرة لأحسن يتسللوا تاني وهيستعملوها أحرقوها وكانت يعني العملية دي حلوة جدا لأنها رعبت اليهود رعب رهيب جدا ( فيما بعد في كتاب التفصيل قالوا إن هم شافوا جنود صاعقة عمالقة ولهم أنياب.)
أحمد عطيفي: كل اللي دخل السويس ما خرجش.
محمود عواد: ناس كتير اتكلموا مع فضيلة الشيخ حافظ سلامة علشان إزالة الساتر فهو من رأيه بيقول إن المعركة لم تنتهي بعد، المبنى الوحيد في السويس اللي ما زال الساتر الواقي من القذائف اللي كانت بتيجي من جانب العدو الإسرائيلي حول مسجد الشهداء.
أحمد عطيفي: مسجد الشهداء أول حرب 1967 كان قائم بدور الدعوة لتشجيع الجنود وتعريفهم بدينهم وتعريفهم بفضل الجهاد وإلى أخره لغاية لما جاءت سنة 1973 إحنا علمنا إن الشيخ حافظ كان في القاهرة وعلشان يجيء من القاهرة للسويس كان الطريق أتقطع فجاء هو على عربية بتاعت مدفع لغاية لما دخل السويس، لما دخل السويس علاقاته كويسة بكل الناس العسكريين بقوا يجيؤون يتكلموا معه الحرب بدأ لمّا الحصار بدأ بقى كم كبير من العسكريين والرتب العسكرية والعسكريين العاديين داخل المسجد، كان الشيخ حافظ اللي عنده الذخيرة أو عنده سلاح يوديه المسجد، إحنا عايزين ذخيرة أو عايزين حاجة نروح نأخذ من المسجد، فبقى حركة اتصال لما جاء اليهود عشان يقولوا إن هم عايزين يهاجموا البلد اللي رد عليهم المسجد بتاع الشهداء من خلال الميكروفون.
عبد المنعم قناوي: بالنسبة للشهداء هنا في السويس ما فيش شارع ولا حارة ولا زقاق إلا لما سقط فيها شهيد واثنين وثلاثة لأنه دي كانت اشتباكات شبه يومية طوال الستة سنوات اللي هي المدة من 1967 إلى 1973.
محمود عواد: كلهم نِعم الوفاء ونِعم الإخلاص.. يعني أخلص الناس اللي قضت فعلا وكانوا بيطلبوا الشهادة همّ الشهيد مصطفى أبو هاشم وأخوه الشهيد أحمد أبو هاشم والشهيد إبراهيم سليمان والشهيد أشرف عبد الدايم والشهيد فايز حافظ أمين والشهيد محمد محمد يوسف والشهيد سعيد البشتلي، هؤلاء الشهداء زملائنا غير أصدقائنا اللي انضموا إلينا واستشهدوا.. يعني دول ناس كانت مخلصة وهم أحياء عند ربهم يرزقون.
أحمد عطيفي: الشهيد إبراهيم والشهيد أحمد أبو هاشم لما جاءت الحرب بدأت تبقى لصالحنا 100% وما فيش أي غبار على إن الضفة الشرقية في أيدينا الله هي الحرب هتنتهي وما فيش حد فينا هيستشهد مش معقول.
محمود عواد: بكى قال لي يا واد يإبراهيم جاءت قامت الحرب وهتخلص ومش هتنول الشهادة.. يعني بقى يشتم نفسه، ليه يا رب فيعمل إيه؟ لمّا جاء الشهيد أحمد حمدي راح مقلع الشهيد أحمد حمدي الآيش بتاعه وراح حاطت له الآيش بتاعه علشان يستبارك به لأن لقى نقطة دم هنا، دم شهيد علشان ينول الشهادة وفعلا نال الشهادة وأعظم شهادة، إبراهيم سليمان واخد أكتر من أربعين طلقة في جسمه، الأوضه دي كان بيقيم فيها الشهيد السيد أحمد أبو هاشم لأن هو أسمه مركب رحمة الله عليه، قام فوجئنا به جاء على الزجاج هنا وراح كاتب.. كان الزجاج كله تراب وراح كاتب بصبعه أسامي أولاده ويمكن كنا لأول مرة نعرف أسامي بناته بنتينه الاثنين وابنه حمادة وكتبهم هنا، فضلوا أكتر من سنة وهمّ مكتوبين على الزجاج هنا.
أحمد عطيفي: إحنا دفنا الناس دي بسرعة في أثناء الحرب علشان الأمراض والطاعون بعد كذا وتسعين يوم كنا كاتبين وصية للشيخ حافظ سلامة إنه يدفنا دفن شرعي طلّع جثة الشهيد إبراهيم علشان يدفنها دفن شرعي لقيناه وأنا شفته بعيني رأسي كأنه نائم بالضبط.
محمود عواد: لما تلاقي واحد أنت دفنه بأيدك بعد ثلاثة وتسعين يوم بتفتح تربته تلاقيه نائم لسه مبتسم وذقنه كأنه واحد متوضئ، وشه وأيديه كأنه متوضئ، لسه متوضئ ومبتسم والريحة اللي طلعت من القبر بتاعه لا يمكن هشمها ولا شمتها قبل كده، فالشهيد إبراهيم يعني والشهيد سعيد والشهداء عموما هم الخيرة بتاعتنا بقول لك وبصدق يعني ربنا اختار الخيرة الصادقة مننا.
رسم خريطة فك الاشتباك الأول
----------------------
أحمد عطيفي: بدأنا طيب نعمل إيه في خلال من يوم 25 اللي هو مائة يوم حصار ويمكن المائة يوم دي فيه كثير من الناس مفقودة عندهم من الناحية التاريخية إحنا بدأنا نحاول مع المراقبين الدوليين نرسم خريطة اللي هي بتاعت فك الاشتباك الأول، فبقينا ماشيين مع المراقبين الدوليين وإحنا أصلا مش رسميين إحنا أصلا فدائيين لا نمت لأي قوات مسلحة بصلة.
عبد المنعم خالد: فطبعا قال لك مين يروح ودوا إيه واحد من الفدائيين ده يروح ويخلص معهم، فراح ميمي سرحان الحاج ميمي ومعه طبعا ضابط بس هو ما يعرفش إن هو كان ضابط، فابتدوا همّ.. الحاج ميمي قال لك لا إحنا عاوزين نجمع عددنا كله.
محمد سرحان: فوصلنا لحته قدام مننا اليهود وفيه حتة ترعة صغيرة اسمها ترعة المغربي فو أنا رايح عاوز أوصل للهدف فمحمود عواد وزمايلنا كان فيه ذرة مزروع فأنا إيه يجي البوليس الدولي معاه الخريطة وإحنا معانا الخريطة بتاعتنا فيجي محمود عواد أقول إيه يا محمود يا عواد يطلعوا التسع أنفار من الزرع.
عبد المنعم خالد: يجي ثابت على المكان إنه هو فيه إيه قوات مصرية نبتدي نلحق نجري لمكان ثاني.
محمد سرحان: المرة دي أقول أطلع يا عبد المنعم يا خالد يطلعوا همّ التسعه فيكتب مصر يلا يا واد مائة متر فمائة متر مشينا حوالي ستمائة متر، فالراجل بص لقى التسعة هما الشطرنج اللي عمالين يخشوا الزرع ويطلعوا.
عبد المنعم خالد: بس خلف في الأسماء يا عبد المنعم، يا محمود، يا غريب.. محمد غريب، الله طيب دي الناس هي هي، فجاء واحد من قوات الطوارئ الدولية الله أعلم بقى إذا كان هو بقى يهودي أو إيه ملته بالظبط.
محمد سرحان: بيقول لي أنت كوماندوز قلت له لا بص لي كده بتعجب قال لي انت كوماندوز قالت له لا برضه يهز دماغه كده عجب فبيقول لي كومانددوز قلت له اه قال لي لو سمحت روح بعيد يعني من فضلك مع السلامة، كل الرشاشات محطوطة في صدري على بُعد بس أنا معايا البوليس الدولي المهم ده موقف من المواقف وعملنا وقف إطلاق النار وحط البوليس الدولي حط إن هنا بس إيه بقى تحت الترعة ما قدرتش أعدي الترعة لأن ما كنش فيه كوبري، خلصنا من هنا لفيت لحته ثانية عدينا الترعة من حته ثانية وخلاص وقف إطلاق النار ومشينا على كده واتحطت على الخريطة وروّحنا.
أحمد عطيفي: وقت الحصار كان من أعظم الأيام زي ما إحنا قلنا، أولا نمرة واحد بالنسبة للمعيشة إحنا كمجموعة فدائيين كسرنا مخزن بتاع أكل وأخذناه علشان نجيب نستقطب به ناس يجوا معانا لأن إحنا عددنا كان صغير، المياه.. بدأت المياه يتفتح بير، جابوا الناس القدام الكبار العواجيز اللي كانوا في السويس قالوا كان فيه بير فين.. لقوا بير في محل كان بتاع واحد جزماتي، قالوا كان هنا زمان كان فيه بير من مثلا من مائة سنة.
عبد المنعم خالد: لغاية لما قوات الطوارئ والصليب الأحمر اتفقوا مع العدو يدخلوا لنا ميه وأكل وحاجات دي.
أحمد عطيفي: بعد فك الاشتباك الثاني تم الاتفاق عن طريق الأمم المتحدة وبقى يجي لنا كل يوم من القاهرة عربيات نقل بتحمل مواد تموينية بيتراوح عددها من ثلاثين إلى أربعين عربية كل يوم، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فيها جميع أنواع الأكل، جميع أنواع الفاكهة، كانوا الإسرائيليين تعبانين زينا ما عندهمش برضه أكل ولا ميه ولذلك كانوا أحيانا يحاولوا يسرقوا صناديق من العربيات اللي جايه.
عبد المنعم خالد: ابتدينا بقى إيه في المائة يوم دول بقى طبعا فيه وقف إطلاق نار إحنا ما عندناش طبعا حاجه اسمها وقف إطلاق نار إحنا مالنا الجيش يقف أنا ما نقفش إحنا ناس فدائيين ولازم ندافع عن البلد والقوات الإسرائيلية بقت معانا في البلد دلوقتي بقى أمر واقع لازم لنموت لنموتهم، فابتدت الوطنية في البلد تزيد حتى اللي ما كنش شايل سلاح ابتدى يشيل سلاح ووزعنا مجموعات، اللي مش مضمونين لينا ناس مدنيين، بقالين، اللي موجود في البلد كله ابتدى بقى إيه.. نعمل مجموعات وبالليل نتسحب نروح مثلا لحته اللي اسمها الزراير نضرب منها.
أحمد عطيفي: جبنا عربية بتاعة اللي بيشيلوا عليها صناديق الكاكولا وجبنا أحد الشباب الله يدي له الصحة اسمه عبد الله اللحام وقلنا له الحم لنا عجل هنا والعربية دي كانت بتاعة رواش بتاع الفول بيحط عليها كاكولا ورحنا لحم لنا عليها قاعدة مدفع رشاش نص بوصة وبدأنا نحط عليها الرشاش وناس تركب وناس تزق ونضرب بها وإحنا بنجري علشان ما نستهلكش الوقود اللي في البلد وأحيانا علشان نستخبى من الاستطلاع الإسرائيلي نحط الأسلحة والذخيرة تحت ونحط جراكن ميه عليها وبطاطين على العربية دية ونعمل نفسنا رايحيين نملا ميه من أي مكان ونروح المكان نبدأ نضربه، كنا كل يوم بنعمل حوالي خمس ست عمليات في المائة يوم اللي موجودين.
عبد المنعم قناوي: أثناء محاولة العدو الغاشمة أنه هو يحتل السويس وحصار المائة يوم شاءت الأقدار إن أنا أكون في مأمورية فوق سلسلة جبال عتاقة، المهمة دي كانت لاستطلاع القوات اللي جاءت تحاصر مدينة السويس، ظليت استطلع قوات العدو طوال المائة يوم من فوق جبل عتاقة وإن القيادة العسكرية في القاهرة يعني استفادت من المعلومات اللي أنا كنت بأبعتها لهم عن طريق جهاز اللاسلكي اللي كان موجود معايا وكذلك.. يعني قيادة الجيش الثالث الميداني عندما اكتشفت نقطة ملاحظة للعدو كان بالقرب من القيادة وبلغت في ذلك الوقت اللواء رحمة الله عليه عبد المنعم المصري قائد الجيش الثالث علمت فيما بعد بعد انتهاء الحصار أنه هو أصدر أوامره في ذلك اليوم ونقل القيادة بالكامل لمركز تبادلي آخَر عند الكيلو 51 ويجي صباح أول ضوء اليوم التالي تيجي طيارات العدو المعادية من طراز الفانتوم والاسكاي هوك والميراج تدك المواقع العسكرية لكن دون أن تحدث لهم لا خسائر لا في الأرواح ولا في المعدات، المعيشة كانت صعبة لأنه إحنا كنا في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر لغاية 29 يناير 1974، كل ده الكام شهر دول كان عز البرد إزاي الواحد كان بينام، كان بينام كده يعني خلسة وكان الواحد لما بينام كان بينام زي الكلب يحط دماغه بين رجليه ويفضل ينفخ لغاية لما يبقى فيه يعني دفء بسيط جدا يا دوب العين تغفل كده ولكن الهوى لمّا بيقوم بيروح الواحد صاحي ثاني، المياه لمّا كان بينزل الندى والواحد كان بيأخذ الميه من الصخور اللي بتتكون فيها قطرات الندى ويشرب رغم صعوبة الحياة ولكن دي كانت أسعد أيام في حياتي.
أحمد عطيفي: بالنسبة لنا كمجموعة فدائيين منظمة سيناء نحمد الله ونشكر فضله إن إحنا دخلنا العمل الفدائي لله وإن إحنا كنا سوايسة اللي شفناه في نكسة 1967 وشفنا البهدلة بتاعة الجيش بتاعنا خلتنا عايزين ننتقم لينا ولشرفنا.
عبد المنعم قناوي: تم تكريمنا في حفل كان يحضره رحمة الله عليه المشير أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق في سنة 1980، تم تكريمنا من قبل وزارة الداخلية من خلال الاحتفال بأعياد الشرطة، تكريمنا سنويا من خلال يوم المحاربين القدماء وضحايا الحرب، من خلال إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بتبعت طبعا ناس تحج سواء من أسر الشهداء أو مَن هم مازالوا على قيد الحياة.
أحمد عطيفي: إلا إن إحنا إلى الآن لم نجازى على هذا العمل من أي مكان في الدولة ولم نأخذ أي ميزة في الدولة ولكن بنقول ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله زال وانفصل، السيدة جيهان السادات جاءت واحتفلت وراحت مديه كل واحد شهادة استثمار بعشرة جنيه.
عبد المنعم قناوي: والواحد مش عايز من الدنيا حاجه.. يعني الواحد قدم يعني اللي ربنا قدره به في سبيل الله وفي سبيل الوطن وكفاية إن ربنا أكرمنا وانطبقت علينا الآية الكريمة اللي بتقول بسم الله الرحمن الرحيم {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.
محمود عواد: وطبعا الحاجات دي اتعملت أولا بفضل الله علشان ما نبقاش جاحدين وننكر فضل الله لأنه {ومَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} {إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
أحمد عطيفي: إحنا النهارده منا اللي سواق أتوبيس، منا اللي سباك، منا اللي هو مدرس في مجال البترول، زي ما إحنا موجودين ما فيناش ولا واحد بقى مليونير ما فيناش ولا واحد بقى صاحب مصانع ما فيناش ولا واحد وصل إلى مراكز عليا لأننا لسنا وصوليين ولكن عملنا للبلد وإن شاء الله يكون عملنا خالص لوجه الله.
محمود عواد: لله الأمر في ذلك.. يعني له الحكمة في ذلك.. يعني علشان نعيش ونشوف المرارة ونشوف اللي شوفناه.
حماكي الله ياسويس يابلدي ياحبيبتي يأغلي من نفسي عليا
رحم الله شهدائنا وجزاهم الله عنا خيرا
وهذا فيلم نادر للمعركة
(video/mp4)
بعض الشخصيات الشهيره من ابناء السويس اسماعيل ياسين- يوسف معاطي- خالد الحجر - الشيخ حافظ سلامه - احمد الهوان ( جمعه الشوان ) 26 Sep 2008, 2:57 am
( 1 )
اسماعيل ياسين
ابن السويس
=====
الميلاد: 15 سبتمبر 1912
الوفاه : 24 مايو1972
============
إسماعيل ياسين (15سبتمبر 1912 - 24 مايو 1972 م) ممثل مصري ولد بمدينة السويس واشتهر بأعماله الكوميديه
بدأ إسماعيل ياسين مطربا ثم مونولوجست، ذلك الفن الذي اندثر بعد أن كان يرصد وينقض الظواهر الإجتماعية السائدة في ذلك العصر. قدم إسماعيل ياسين إلي القاهرة في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، وقد امتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الإستعراض حيث أنه مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن علي امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 ثم عمل بالسينما وأصبح أحد أبرز نجومها وهو ثاني إثنين في تاريخ السينما أنتجت لهما أفلام بأسمائهما بعد ليلي مراد، ومن هذه الأفلام (إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس - إسماعيل ياسين في الطيران - إسماعيل ياسين في البحرية - إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين..إلخ).
استمرارية إسماعيل ياسين
- ------------
لازالت أفلامه العديدة القديمة "أبيض وأسود" هي المادة المفضلة لدي قطاع عريض من الجمهور في مصر والعالم العربي لأنه استطاع أن يرسم البسمة علي شفاه الجماهير بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة. وساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل علي مدي 12 عاما من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها مايزيد علي خمسين مسرحية بشكل شبه يومي. مثل إسماعيل يس مع الكثير من الممثلين والمطربين فقد قضى مدة طويلة في دور الرجل الثانى أو مساند البطل حتى واتته الفرصه فأصبح بطلاً وقام ببطولة الكثير من الأفلام إلتي تبدأ بإسمه وقد شاركه في أكثر هذه الأفلام أصدقاء عمره (رياض القصبجى، زينات صدقى، حسن فايق، عبد الفتاح القصرى).
كما إننا لايمكن أن ننسى مشاهده الكثيرة والممتعة مع رياض القصبجى وخاصة في فيلم أسماعيل ياسين في البحرية0 وقد استعان إسماعيل ياسين بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياته منهم: السيد بدير، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي، نور الدمرداش. كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار نجومنا أمثال: عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا وغيرهم ويستحق إسماعيل ياسين تكريم الملايين من الجماهير التي أسعدها وأدخل البهجة في نفوس عشاقه.
من اهم اعماله
=====
1939
خلف الحبايب
1942
علي بابا والاربعين حرامي
1943
نداء الدم - نور الدين والبحارة
1945
القلب له واحد - ليلة الحظ - رجاء ليلة الجمعه - تاكسي حنطوره - البني ادم
1946
سلوي - غرام بدويه - حرم الباشا - صاحب بالين
1947
العرسان التلاته - بياعة اليانصيب - حبيب العمر -عروسة البحر - سلطانة الصحراء -ابن عنتر - الستات عفاريت - بنت المعلم
1948
يحيا الفن - صاحب العماره - حب وجنون - ابن الفلاح - الصيت ولا الغني - خلود - السعاده المحرمه - الروح والجسد - عنبر - اميرة الجزيره - خيال امرأه
1949
ولدي - حدوة حصان - الناصح - نص الليل - علي قد لحافك - جواهر - اجازه في جهنم - فاطمه وماريكا وراشيل - صاحبة الملاليم - عقبال البكاري - منديل الحلو - عفريته هانم - شارع البهلوان - ليلة العيد
1950
دموع الفرح - اه من الرجاله - ما كانش علي البال - البطل - فلفل - الزوجه السابعه - محسوب العائله - الانسه ماما - ليلة الدخله - المليونير - سيبوني اغني - اخر كدبه - مغامرات خضره - ست الحسن
1951
مشغول بغيري - حبيبتي سوسو - المعلم بلبل - في الهوا سوا - الحب في خطر - ادم وحواء - البنات شربات - تعالي سلم - نهاية قصه - حماتي قنبله ذريه - بيت الاشباح - فايق ورايق - قطر الندي
1952
الحب بهدله - بيت النتاش - صورة الزفاف - الهوا ما لوش دوا - بشرة خير - المنتصر - علي كيفك - قليل البخت - من اين لك هذا - مسمار جحا - عشرة بلدي - قدم الخير - امنت بالله - حلال عليك - اديني عقلك - الدم يحن
1953
حظك هذا الاسبوع - بنت الاكابر - عفريت عم عبده - دهب - بين قلبين - كلمة حق - بيت الطاعه - ابن ذوات - اللص الشريف - الحموات الفاتنات - حرام عليك - الدنيا لما تضحك - نشاله هانم - فاعل خير - اشهدوا ياناس - لحن حبي
1954
مغامرات اسماعيل ياسين - بنات حواء - الانسه حنفي - العمر واحد - حلاق بغداد - شرف البنت - العاشق المحروم - دستة مناديل - عفريتة اسماعيل ياسين - الظلم حرام - خليك مع الله - كدبة ابريل - اوعي تفكر - الستات ما يعرفوش يكدبوا - بنت البلد - انسان غلبان
1955
اسماعيل ياسين في الجيش - مملكة النساء - كابتن مصر - ما حدش واخد منها حاجه - اسماعيل ياسين في البوليس - صاحب العصمه - اسماعيل ياسين في متحف الشمع - المفتش العام
1957
ابن حميدو - اسماعيل ياسين في مستشفي المجانين - اسماعيل ياسين في الاسطول - امسك حرامي - اسماعيل ياسين في دمشق - اسماعيل ياسين طرزان - الست نواعم - بحبوح افندي - اسماعيل ياسين للبيع - ابو عيون جريئه
1959
لوكاندة المفاجات - العتبه الخضراء - رحلة الي القمر - اسماعيل ياسين في الطيران - عريس مراتي - البوليس السري - حماتي ملاك
1960
حيجننوني - حلاق السيدات - غرام في السيرك - الفانوس السحري - شهر عسل - اسماعيل ياسين في السجن
1961
زوج بالايجار - الترجمان
1962
ملك البترول -الفرسان التلاته - انسي الدنيا
1963
المجانين في نعيم
1965
العقل والمال - كرم الهوي ( لبنان )
1968
لقاء الغرباء ( لبنان ) - فرسان الغرام ( لبنان )
1972
الرغبه والضياع
بعض الافيشات والصور
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
========================================
( 2 )
الكاتب الساخر
يوسف معاطي
مواليد السويس 25 اغسطس عام 1963
==============
يوسف معاطي كاتب مصري ساخر وسينارست وهو شقيق الكاتب صلاح معاطي, ومن أعماله
( كتب )
اسأل مجرب
غير يا بني
آه... يا دماغي
تحب تكره أمريكا
نجوم في عز الضهر
( أفلام )
طباخ الرئيس
السفارة في العمارة
عريس من جهة أمنية
معلش إحنا بنتبهدل
مرجان أحمد مرجان
التجربة الدنماركية
الواد محروس بتاع الوزير
( مسلسلات )
يتربى في عزّو
سكة الهلالي
آن الأوان
عباس الابيض في اليوم الاسود
( مسرحيات )
بودي جارد
عسل البنات
حب في التخشيبة
الجميلة والوحشين
لا بلاش كدة
بهلول في أسطنبول
شيء في صبري
قصة حياة يوسف معاطي
=========
=
يقف يوسف معاطى على قمة الادب الكوميدى والكتابه الساخرة منفردا..اضاء المسرح المصرى
بمسرحياته الكوميدية التى فجرت الضحك فى قلوب الناس,بعد أن شققتها الهموم والبطاله وجازر النازية فى فلسطين
هذا الكاتب الساخر لا يحب الضحك الغبــــــــي وقد تلخص حلمه فى شيئين .. لقاء عادل امام , والكتابة فى الاهرام
طفولة وحياة يوسف معاطي الاولي
ولد فى السويس25 اغسطس سنه 1963 واتاح له ذلك ان يشهد فى طفولته اثار حرب يونيو1967,وحين اندلعت الحرب ترك السويس وهاجر الى بورسعيد والهجرة كانت عنصرا اساسيا فى تشكيل شخضيته.
ا كان بيته فى منطقه المثلث وكان عمره 4 سنوات ورأي الحيره في عيون والديه وهم يفكرون في الهجره واين يذهبون .
والده كان موظفا فى المطافىء وكان في حالة تفوق يوسف يعطيه كتاب وليس لعبه .
استضافته أمال فهمى فى برنامجها الشهير (على الناصية) وعمره خمس سنوات,لإلقاء قصيدة كتبها ونشرت إحدى الصحف عنه ريبورتاجا عنوانه طفل معجزة فى السادسه من عمره ونشروا قصائد التى كتبها فى ذلك الوقت.
عاش طفولة مليئة بالخوف من اصوات الطائرات ودوي المدافع
احب امه حبا شديدا خصوصا بعد وفاة والده فعمل لها برنامج (الست دى امى)
ذات مرة رأه والد يقرأ روايه الذباب لسارتر فقال له :اليس هذا هو الكاتب الوجودى الملحد؟ ثم اضاف
اقرأه.. لكن حذار من اعتناق افكاره او غيره,احرص على اعتناق افكارك انت
دخل الجامعة سنة 1980 كلية الالسن ومعهد الفنون المسرحية فى وقت واحد
وفي ذلك الوفت كتب قصيدة عن مصر , قال فيها :
واحد ماشى فى مصر يدور على مصر
وماشى فى حواريكى
ومشتاق لك وانا فيكى
بدور فى عيون الناس
بدور بين قلوبهم لأجل الاقيكى
ومش عارف ..
بتوه فى رحلتى ليكي
بداية حياة يوسف معاطي العمليه
عاش اربع سنوات من الاحباط والفشل فى الالتحاق بعمل لانه لايمتلك الواسطه التى تجعله مذيعا او مرشدا سياحيا ثم فتحت له الابواب المغلقه دفعة واحده فظل عاما كاملا يخطف لحظات نومه على مقعد السيارة او بجوار تمثال فى متحف او داخل مسرح الهوسابير.حين كانت مسرحيته الاولى "حب فى التخشيبة"
وانطلق قطار النجاح بيوسف معاطى وسط هجوم الحاقدين عليه :فكتب مسرحياته "الجميلة والوحشين" وبهلول فى اسطنبول " و"لأ..لأ.بلاش كده" و "راجل انتيكة" و"عسل البنات و"بودى جارد"
وكتب افلامه الكوميديه "ياتحب ياتقب, والواد محروس بتاع الوزير , والانثى والدبور ,حنحب ونقب.
وكتب وقدم برامجه الشهيرة السنيد والكاميرا الخفية والست دى امى.
وكان حين تخرجه من الجامعة يجيد ثلاث لغات ولم تكن لديه نقود ليشترى الكتب فكان يذهب للمكتبة لينسخها بخط يده
عمل فى ريسبشن فى مركب سياحي ثم فى تنظيم الحفلات التى تقام للسياح على المركب والقيام بتقديمها من خلال الميكروفون و قدم اشكالا مسرحية وكوميدية للسياح خلال هذه الحفلات و كانت لحظة اكتشافه لنفسه ولمواهبه وخلال هذه الفتره تعلم اللغة الهيروغليفية من جدران المعابد, وقرأ كل ما كتب عن الحضارة الفرعونيةونفعه ذلك فى كتاباته الصحفيةو كان يطمح للعمل مرشدا سياحيا ولكنه رسب 4 مرات في اختبارات المرشد السياحي لعدم وجود واسطه . و3 مرات في اختبارات الاذاعه .... ولكن تبسم له الحظ بعد ذلك وعمل مرشدا سياحيا ومذيعا بالقناه الرابعه في وقت واحد
بداية النجاح المسرحي
فى احد الايام كان يمشى فى الشارع فالتقي باميرسيدهم شقيق جورج سيدهم و كان يعلم انه اخرج فى الجامعة خمس مسرحيات
فقال له : انه يعد لمسرحيه فطلب منه يوسف ان يفوم باخراجها فوافق وقال له : اكتب انت فكرة الرواية ونبحث عن شخص يكتبها.
فعمل فكرة, وكانت قد قدمت سبعه افكار لنيللى وحين قدم فكرته لها قالت له: انا عايزة اعمل الفكرة دى . فاتصل بيوسف وقال : فكرتك فازت .. ساله : من سيكتبها؟ قال له : اكتبها انت .. قال له انه يريد ان يخرج , قال : اكتبها اولا ثم نفكر فى الاخراج , وبعد كتابة الرواية فوجئ به يسند الاخراج ل سمير سيف
هكذا كتبت روايه "حب فى التخشيبة" التى لم تمثلها نيللى وحلت محلها دلال عبدالعزيز .
وكان يبدأ يوم صباحا كمرشد سياحي حتى الرابعه عصرا , ثم يسافر الى الاسماعيلية ليقرأ النشرة الانجليزية فى القناة الرابعه باعتباره مذيعا فيها , ثم يعود الى القاهرة ليتوجه مباشرة الى مسرح الهوسابير,ليحضر بروفات "حب فى التخشيبة" حتى الرابعة فجرأ وهكذا بقي عاما كاملا لا ينام الا على كرسي ....
ومن مؤلفات الكاتب الكبير يوسف معاطي
====================================================================
====================================================================
( 3 )
المخرج خالد الحجر
ابن السويس
ولد خالد الحجر في السويس عام1963. وانتقل مع عائلته إلي القاهرة بعد اندلاع حرب 1967. وكان يكتب قصص قصيرة وقام بإخراج مسرحيات للهواة بجانب دراسته للحقوق بجامعة القاهرة، وقد اتجه إلي عالم الأفلام قبل تخرجه ومن ابرز اعماله فيلم اليوم السادس - حب البنات - مافيش غير كده وقد اخرج خالد الحجر عدة افلام قصيره بعضهم بالانتاج مع ال BBC و ZDF
وقد حصل علي عدة جوائز عن
انت عمري انتاج معهد جوته 1998 10 دقائق
احلام صغيره انتاج 1993 افلام مصر العالميه مع ZDF
ذكريات طفولته
مئات من الجثث ملقاة في الشوارع, منازل متهدمة, ناس يجرون في هلع, عربات الحنطور ملقاة وبجوارها جثث الأحصنة, ذرات من التراب تعبيء الجو عربات نقل كبيرة تلهث وراءها آلاف الأسر تلك مشاهد لم تفارق أبدا ذاكرة الطفل صاحب الأربعة أعوام في عام النكسه67 إثر العدوان الإسرائيلي, لا ينسي أبدا صورة مدينته السويس التي تهدمت فوق رؤوس الجميع, صار يخطو خطواته بحذر مع تقدم العمر حاملا تلك التفاصيل من شريط الذكريات لا يمكن أن تمحوه الأيام.
وعن مناسبة قبامه باخراج فيلم حب البنات
المسألة تتلخص في أنه قابل الفنانة ليلي علوي في إحدي دورات مهرجان روتردام السينمائي الدولي وكان وقتها مشاركا بفيلمه غرفة للإيجار الذي عرض في مهرجان القاهرة أيضا ونال الفيلم إعجابها والتقي معها وسألته إذا كان من الممكن أن يقدم فيلما سينمائيا في مصر من جديد وأصبحي علي اتصال حتي جاءها سيناريو فيلم حب البنات ورشحته لإخراجه هكذا حدثت المسألة.
ويتحدث خالد الحجر عن فيلمه حاجز بيننا الذي اثار ضجه كبيره في مصر عندما عرض في الاسماعيليه في مهرجان الافلام التسجيليه والروائيه القصيره وبسببه اتهم خالد الحجر بالتطبيع مع اسرائيل
( ويقول عن فيلمه : المسألة ببساطة هي أنني كنت طالبا في الكلية الملكية للسينما في لندن وكان علي أن أقدم مشروع تخرجي من الكلية ووقتها قرأت قصة منشورة في إحدي الجرائد الإنجليزية عن شاب عربي وقع في غرام فتاة يهودية وتزوجا إلا أن الحواجز السياسية حولت الحياة إلي جحيم بين العائلتين بالإضافة إلي أنني كان لدي اثنان من أصدقائي وقعوا في علاقات متشابهة واستفزني كمخرج, الدراما في الحدوتة, وليس السياسة خاصة أنها يهودية وليست إسرائيلية أما فيما يتعلق بمشهد ارتداء الطاقية الخاصة بالحاخامات, فهي تفصيلة درامية رواها لي أحد أصدقائي حيث أنها طقس من طقوس زيارة المقابر لديهم وفعلتها متأزما, ودراميا كانت هذه هي اللحظة الفاصلة في علاقة الشاب بالفتاة حيث إن إحساسه بالحاجز بينهم أصبح هو المسيطر بعد تلك الزيارة لذلك انتهت العلاقة بالفشل. )
وعن المدرسه التي ينتمي اليها المخرج خالد الحجر :
* فهو تعلم على يد يوسف شاهين، وأحب أفلام صلاح أبو سيف وبركات وشادي عبد السلام، وفي نفس الوقت تعلم السينما في إنجلترا ولكن أفلامه ليست لها علاقة إطلاقا بأفلام يوسف شاهين، الذي عمل معه من قبل كمساعد مخرج وتعلم منه وعلى يديه الكثير، وهذا يتعارض مع ما يردده البعض من أن العمل مع يوسف شاهين أو من يخرج من تحت عباءته، يقدم أفلاما قريبة من أفلامه، ولكن هذا لم يحدث معه، و أفلامه مختلفة تماما لأنه من جيل مختلف، ولأن إيقاعه السينمائي مختلف ، وفي انجلترا يقولون إن أفلامه تنتمي إلى المدرسة الواقعية ولكن بدرجة زيادة شوية عن اللزوم.
وقيل عن بعض افلامه :
الأفلام التي قدمها، وهي «أحلام صغيرة» مع ميرفت أمين، و«حب البنات مع ليلى علوي، و«غرفة للايجار» الذي يضم عددا من النجوم المعروفين في السينما البريطانية، هي أفلام يعتبر كل واحد منها بصمة، مثلا فيلم «أحلام صغيرة» حصل على جوائز كثيرة ومثل مصر في مهرجانات عديدة، وفيلم «غرفة للايجار» كان هو المصري الوحيد الذي عرض له فيلم تجاري في أميركا وأوروبا بشكل عام ولم يسبق أن حدث تعاون بين السينما البريطانية وأي مخرج مصري آخر. كما حقق فيلم «حب البنات» المركز الأول في الايرادات في مصر وحصل على 6 جوائز في المهرجان القومي للسينما. ومن افلامه ايضا مفيش غير كده مع نبيله عبيد والذي حصل علي العديد من الجوائز وقبلات مسروقه وفرح ليلي بطولة ليلي علوي
صوره للمخرج خالد الحجر مع مجموعه من الفنانين
خلال مهرجان القاهره عام 2003
افيش فيلم ما فيش غير كده
فريق عمل فيلم قبلات مسروقه
كانت هذه نبذه قصيره عن سيرة الفنان والمخرج العالمي
ابن السويس
خالد الحجر
====================================================================
( 4 )
المشهور المجهول
الشيخ حافظ سلامه
عدو الرايه البيضاء
=======
ليس من الممكن ان يذكر اسم محافظة السويس دون ان يذكر اسم الحاج حافظ سلامه
فقد ارتبط اسمه باسمها وتاريخه بشوارعها وحياته بصمودها
اعطي الكثير في مجالات عديده منها الدعوه وبناء المساجد ورعاية الايتام والجهاد
وتربية النشئ لافراز شباب مسلم من خلال مدرسة فتية الاسلام
وما زال يعطي دون ان ينتظر مقابل اطال الله في عمره
والله لن ينساك التاريخ وسيذكرك بكل حسن ياشيخنا
هو نوع من البشر نحي رغباته جانبا وسخر حياته لقضاء حاجات مجتمعه ومتطلبات أمته. رسم طريقه ليكون جهادًا في خدمة هذا المجتمع ورفعة هذه الأمة الاسلاميه، والدفاع عن أرضها المقدسه. ضحي بشبابه وسنوات عمره من اجل هذا الهدف .اطال الله في عمره
هذا هو المجاهد الداعيه حافظ سلامة ؛ فهو الان يبلغ من العمر 82 عامًا وما زال يعطي للأمة والمجتمع ، فلم يكتف بالنصر الذي حققه ورجال المقاومة في السويس عندما صدوا الجيش الاسرائيلي في محاولته احتلال المدينة يوم 24 أكتوبر 1973 بل كانت حياته عطاء دائمًا ومتجددًا دون كلل أو ملل
طفولة وشباب
حافظ سلامة
ولد حافظ علي أحمد سلامة في 25 ديسمبر عام 1925 بمدينة السويس، وكان الرابع بين أبناء الحاج علي سلامة تاجر الأقمشة وأرسله أبوه إلى أحد الكتاتيب وبعدها انتقل إلى المراحل التعليمية المختلفة إلى جانب عمله في محل الأقمشة الذي يملكه أبوه.في الكساره في السويس
وأثناء الحرب العالمية الثانية التي دارت بين قوات الحلفاء والمحور كانت السويس -مدخل القناة- هدفًا لسلاح الطيران الألماني، باعتبار أن مصر خاضعة للاحتلال الإنجليزي وفي هذا الوقت اضطر الحاج علي سلامه أن يهجر السويس بأسرته مثل باقي السوايسه مع تصاعد أحداث الحرب. و رفض حافظ سلامة وكان عمره وقتها 19 عامًا الهجرة إلى القاهرة وألح على والده البقاء في المدينة لكي يباشر العمل في محل الأقمشة بما يوفر نفقة المعيشة لأسرته في القاهرة، فبقي في السويس واختار دورا في المعركة ا في عمليات الدفاع المدني و مساعدة الجرحى والمصابين.
ومرت سنوات وانتقل بعد ذلك لدور أكثر أهمية وأشد خطورة.. ففي عام 1944 كانت مقاومة الشباب الفلسطيني للاحتلال تشتد بعد ما نكث الإنجليز وعدهم بالانسحاب بسبب ارتباطهم بوعد بلفور وكان حُجاج فلسطين يمرون على مدينة السويس أثناء ذهابهم إلى الأراضي المقدسة عن طريق خط السكة الحديد الذي كان يصل بين القدس وميناء السويس، وتعرف "حافظ" على أحد هؤلاء الفلسطينيين الذي طلب منه امداده بكميات من حجارة الولاعات التي تستخدم في عمل القنابل. وفي إحدى المرات قبض على حافظ وبعض رفاق الجهاد أثناء قيامهم بهذه العمليات وحوكموا محاكمة عسكرية قضت بسجنهم لمدة 6 أشهر مع الأشغال.. وبعد توسط بعض أمراء الأسرة المالكة في مصر تم الإفراج عنهم بعد 59 يومًا من هذا الحكم.
تعلم حافظ من هذه الأحداث أهمية العمل الجماعي المنظم لخدمة قضايا الأمة وحافظ الذي كانت لديه نزعة دينية بتأثير نشأته وجد بغيته في جماعة شباب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي جماعة أسسها منشقون عن الإخوان المسلمين ومصر الفتاة عام 1938
حافظ سلامه مع شيخ الاسلام د. عبد الحليم محمود
ورغم أن غالبية المتدينين آنذاك كانوا تحت مظلة الإخوان انضم حافظ لجماعة شباب محمد عام 1948؛ لأنه كان يرى في أبنائها أنهم يجهرون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لا فرق عندهم بين ملك وأمير عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة.. لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. وما إن انضم حافظ للجماعة حتى أصبح نقيبًا للوائها بمحافظة السويس.
حرب فلسطين
وفي نفس عام انضمامه للجماعة - 1948- أُعلن قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين وكانت الجيوش العربية تستعد لحربها مع العصابات الصهيونية؛ فحاول حافظ سلامة التطوع للقتال، لكن قيادة الجماعة أقنعته حينذاك بحاجتهم لجهوده من خلال مهاجمة قواعد الإنجليز في مدينة السويس والاستيلاء على الأسلحة والذخائر وتسليمها للمركز العام لجماعة شباب محمد بالقاهرة لتقديمها لدعم المجاهدين في فلسطين.
وانتهت الحرب بالهزيمة وصدمة كبيرة لحافظ سلامة لم يتوقف عندها كثيرا بل عاد لممارسة دوره الدعوي والخيري من خلال جماعة شباب محمد حتى ألقت السلطات المصرية القبض عليه في يناير من عام 1950 بسبب مقال كتبه في جريدة "النذير" لسان انتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزي الشرعي.. .... لم يأخذ حافظ سلامة الفرصه لالتقاط أنفاسه و جاء عام 1951 حيث بدأت الفصائل الوطنية المصرية في تنظيم عمليات مقاومة للقوات الإنجليزية المرابضة على أرض القنال، وهي العمليات التي تمكنت من إزعاج المحتل الإنجليزي وتدمير عدد من قواعده وهو ما أسهم في جلاء الاحتلال بعد ذلك بعدة أعوام.
جهاد في المعتقل
بينما كان حافظ سلامة يقضي فترة اعتقال خلف جدران معتقل أبي زعبل القريب من القاهرة بتهمة تحفيظ القرآن الكريم؛ كانت مصر تتعرض لأكبر هزيمة عسكرية في تاريخها الحديث من خلال ما عرف باسم نكسة 1967 والتي انتهت وفي أيام محدودة إلى احتلال إسرائيل للضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية...
كان حافظ وقتها وبالتحديد في العنبر رقم 12 والذي أطلق عليه عنبر "العتاولة" وكان من نزلاء هذا العنبر عدد من قيادات الإخوان المسلمين وآخرون.. وحين وقع العدوان تقدم حافظ سلامة ورفاقه في المعتقل بطلب رسمي إلى قائد المعتقل للسماح لهم بالمشاركة في صد العدوان الإسرائيلي مع التعهد بالرجوع إلى السجن فور انتهاء المعركة ولكن قوبل الطلب بالرفض. وحين خرج حافظ سلامة من المعتقل وجد مدينته "السويس" وقد هجرها أهلها بعد عدوان 1967 ولم يبق فيها إلا 1% ممن كانوا فيها.... وذلك بسبب الهجره الاجباريه التي فرضتها الدوله واغلقت المدارس في المدينه
الايمان قبل النصر
من كلمات حافظ سلامة المأثوره ( الأيدي التي لا تعرف الوضوء لا تستطيع حمل السلاح في مواجهة العدو ) وكان علي يقين بأن النصر لن يأتي إلا بالإعداد الجيد لجيل يمتلئ قلبه بالإيمان والتضحية وحب الشهادة... ومن هذا المنطلق بدأ حافظ سلامة في بث جرعات إيمانية وروحية في قلوب المواطنين وفي نفوس أبناء القوات المسلحة، وذلك من خلال توجيه قوافل من كبار الدعاة في مصر لغرس مبادئ الإسلام في حب الشهادة وحتمية استعادة الأرض المسلوبة في نفوس أفراد القوات المسلحة وأبناء الأمة عامة، وكان لحافظ وعلماء الأزهر الذين كان يأتي بهم لإلقاء الدروس والمحاضرات أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية وتعبئة الطاقات القتالية لدى الجنود المرابطين على الضفة الغربية من قناة السويس.
وحين لمست قيادة القوات المسلحة أثر هذه القوافل والدروس زادت جرعاتها لتشمل جميع الوحدات.العسكريه بالقوات المسلحه
و قد اعتبر قادة الجيش أن حافظ سلامة كان أبرز من ساهموا في عملية الشحن المعنوي للجنود بعد هزيمة 1967 والاستعداد لحرب عام 1973؛ فقال عنه اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بأنه صاحب الفضل الأول في رفع الروح الدينية للقوات المسلحة، وكان يعده أبا روحيا لهؤلاء الجنود، كما أكد اللواء أركان حرب يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة "أن النداءات الأولى للجهاد المقدس والكفاح المخلص تنطلق من الحنجرة المؤمنة بالله والوطن.. من المناضل حافظ سلامة.
و يعد الدور الذي لعبه حافظ سلامة أثناء حرب أكتوبر عام 1973 من أهم أدوار حياته لما كان له من أهمية في تاريخ مصر والأمة العربية.. يصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23- 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال مدينة السويس الباسلة.
استمرارية الجهاد والعطاء
وخلال 35 عامًا بعد نهاية الحرب لم يهدأ الرجل الذي ظل وفيًّا لأمته وقضاياها، فها هو ينتقل من دور مقاومة العدو المحتل إلى دور المشاركة الإيجابية في المجتمع وبأساليب مختلف سواء دعوية أو سياسية أو اجتماعية مما جعله يصطدم كثيرا مع القيادة السياسية التي سبق و كرمته لدوره في الجهاد.
فبالرغم من حل جماعة شباب محمد صلى الله عليه وسلم ( في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ) فإن أفكارها ظلت في عقل حافظ سلامة وخاصة ما يتعلق منها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول الحق في وجه السلطان الجائر؛ فوقف أكثر من مرة ليقول لا، خاصة بعد زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979، وحين جاءت اعتقالات سبتمبر1981 الشهيرة لتشمل قائمة من كافة القوى السياسية والدينية كان حافظ سلامة على رأس عشرة أسماء في تلك القائمة، ولم يفرج عنه إلا بعد اغتيال السادات.
يوم صعب
من الايام الصعبه علي حافظ سلام حينما قرر خروج مسيرة تنطلق من مسجد النور بميدان العباسية -الذي كان تابعًا لجمعية الهداية الاسلاميه التي يرأسها حافظ سلامه ثم ضمته وزارة الأوقاف المصرية إليهابعد ذلك لمطالبة رئيس الجمهورية بتطبيق الشريعة الإسلامية. واحتشدت الجماهير الغفيرة للمشاركة في هذه المسيرة التي سماها حافظ سلامة "المسيرة الخضراء" فقررت الحكومة المصرية منعها بكل السبل واصدر حافظ سلامة خطابًا بإلغاء المسيرة خوفا من تحويل لونها الأخضر إلى اللون الأحمر.
وخلال الثلاثين عاماً الماضية كان لحافظ سلامة دور مهم على المستويين الدعوي والاجتماعي من خلال جمعية الهداية الإسلامية التي تتبنى كافة صنوف الأنشطة الخيرية والاجتماعية في مقارها المنتشرة في جمهورية مصر العربية، من كفالة ورعاية الأيتام ومستوصفات طبية وإعانات اجتماعية لذوي الحاجة، وبناء مدارس إسلامية لتربية النشء على مبادئ الدين الحنيف، إضافة إلى الدروس والمحاضرات التي تعقد بمساجدها والتي تقوم بتوعية المسلمين بأحكام وأمور دينهم ودنياهم.
حافظ سلامه مع ابنائه في مدرسته فتية الاسلام
ملحمة 24 اكتوبر مع
حافظ سلامه
منذ 35 عامًا وتحديدا في 24 أكتوبر عام 1973 استطاع شعب السويس أن يلقن الجيش الإسرائيلي درسًا قاسيًا... نحتاج في هذه الأيام إلى تذكر هذا اليوم الخالد واستحضار معانيه.
المجاهد "حافظ سلامة" يتحدث بنفسه عن الملحمة في كتابه "ملحمة السويس حقائق ووثائق.. للتاريخ والعبرة".
6 أكتوبر/ 10 رمضان
كنت بالقاهرة في ذلك اليوم لقضاء بعض الأعمال الخاصة بمسجد النور ولأحجز للسفر إلى بيروت يوم 20 أكتوبر...وأثناء سيري في الشارع سمعت بعض المارة يقول المعركة مستمرة بالطيران والمدفعية والصواريخ.... ظننت في بادئ الأمر أنها غارة صهيونية جديدة فتوجهت لسماع المذياع عند كشك يبيع المرطبات لأسمع مذيعًا يذيع
البيان الثاني للقيادة العامة للقوات المسلحة. لا أستطيع أن أعبر تمامًا عما اعتراني جسدًا وروحًا وجريت مهرولاً باتجاه محطة القطار فإذا بي أجد قرارًا بوقف جميع المواصلات المتجهة إلى مدن القناة، فاستقليت سيارة خاصة باتجاه السويس واستطعت من خلال بعض الاتصالات من أخذ الإذن بالسماح لي بالتوجه إلى هناك حيث كانوا يمنعون كل السيارات المدنية (غير العسكرية) من الذهاب إلى مدن الجبهة.. وسار الموكب... وكم كنت أتمنى أن يكون معنا كل مؤمن حتى يشاهد الأنوار الإلهية التي غمرت تلك المنطقة؛ فأنت ترى السماء وكأنها قد أضيئت وترى النور على وجوه جنودنا الأبطال وهم يهتفون "الله أكبر" وهم فرحون مستبشرون كأنهم يزفون إلى عُرس! ولم أملك نفسي وأنا أهتف بأعلى صوتي "الله أكبر.. الله أكبر... الله أكبر" فأسمع صداها يقترب ويقترب حتى رأيت قواتنا كأنهم جند السماء يكبرون ويهللون وهم يقتحمون أمنع الحصون وأعتاها.
7 أكتوبر - 15 أكتوبرأقبلت نسمات الفجر من صبيحة اليوم الثاني للمعركة وأذن المؤذن للصلاة فازدحم مسجد الشهداء برجالنا وشبابنا، وقضيت الصلاة وألقيت كلمة جامعة عن الجهاد في سبيل الله، وما أعده الله للمؤمنين الصادقين في البلاء من إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة في سبيل الله والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، ولم يكن أمام المقاومة في بدء عملها إلا أعمال الخدمات الطبية والمعنوية، ولعمري إن هذه المهمة لا تقل في خطورتها وأثرها عن خدمة الميدان وهي من أقوى أسلحة المعركة حينما تدار لتجعل من أبطالنا الجرحى والشهداء، معين قوة لغيرهم ليستعذبوا البلاء والابتلاء في سبيل الله والوطن
حافظ سلامه مع الامام الاكبر د. محمد الفحام في مسجد الشهداء
وعلى الرغم من توجه بعض أعضاء الجمعية برفقتي غاضبين إلى مكتب المخابرات يشتكون من عدم وجودهم في عملية العبور فإن العقيد فتحي عباس رد عليهم قائلاً: إن هذا هو دور القوات المسلحة، وهم في حاجة إلى من ينقل جرحاهم ويضمد جراحاتهم ويدفن شهداءهم؛ فهذا الدور لا يقل عن دور المقاتل على الجبهة.
ولم أملك نفسي إلا أن أكبر وأهلل عندما اطلعت على شهداء العبور الأول... إنهم لم يتعدوا الاثنين وعشرين شهيداً...
ولقد كان دور العلماء كبيرا عندما كان يجلس أحدهم إلى جوار الجريح يطعمه ويسقيه بيديه ويمسح عنه أثر الدماء مربتًا على صدره ويمسك قلمه ومفكرته ليقول له: هل لك من حاجة توصلها إلى أهلك؟ هل أنت بحاجة إلى شيء؟
وأقولها للتاريخ: إنهم كانوا جميعًا يريدون فقط الاطمئنان على تقدم إخوانهم... يريدون أن نرجعهم إلى إخوانهم على أرض المعركة.
قد يعجب الناس حينما رأيت أن تعمل محلات الحلوى في السويس بلا توقف لتشارك في أعياد النصر وتشاورت مع الدكتور محمد أيوب مدير المنطقة الطبية عن أنسب الهدايا التي أقدمها للجرحى فاختار البسكويت والنعناع والحلوى، وعلل اختياره لهذه الأصناف بمصلحة الجريح وتوجهت من فوري إلى محل محمد جمعة للحلويات واشتريت كميات من هذه الأصناف، ثم ذهبت إلى مسجد الشهداء وطلبت من العلماء والمقرئين وجميع الإخوة التوجه إلى الدور العلوي للمسجد وذلك لغرض إعداد علب الحلوى، ثم توجهنا بها إلى المستشفى العام وكم كان لهذه الزيارة أثر كبير في نفوس الجرحى.
16 أكتوبر - 23 رمضان
ما أطل صباح يوم الثلاثاء العشرين من رمضان حتى بدأنا نشعر أن دورنا في المعركة قد اقترب واقترب، لقد علم شعبنا أن ثغرة قد فتحت بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار... وكان من الطبيعي أن يواجه جيشنا هذه المشكلة وأن يعمل على وأدها في مهدها ولكننا كرجال للمقاومة كان لا بد أن نقدر أسوأ الاحتمالات الممكنة... بحيث نتعرف على ما الهدف الذي يريد أن يحققه من هذه الخطوة ومن ثم نعمل على عدم تمكينه من تنفيذ رغبته هذه، وكانت غاية العدو هو أنه يريد أن يحتل مدن القناة بأي ثمن وفي مقدمة هذه المدن مدينة السويس، إن الحرب إذا امتدت إلى المدن كان القتال فرضًا، ويكون تسليم السويس وفيها رجل واحد ينبض بالحياة إنما هو الكفر بعينه، كانت هذه هي عقيدة رجالنا، إن الاحتلال اليهودي لمدينة السويس يعني في نظر الإعلام الإسرائيلي التأثير في العالم بأن الحرب قد انتهت لصالح الصهيونية.
الثغرة تلقي الرعب في السويس
ونتوقف مع ذكريات المجاهد حافظ سلامة عن أيام العبور الأولى حتى يوم 16 أكتوبر لنفسح المجال للآخرين ممن استشهد بأقوالهم في كتابه. حيث كانت كل ساعة تمر بعد هذا التاريخ تحمل إلى أهالي مدينة السويس أنباء جديدة، وكل نبأ يشعر في ظاهره بأن ميزان المعركة قد تغير... غارات مكثفة... أصوات مدفعية... والصواريخ تهز المنطقة هزًّا... عدد الجرحى والشهداء يتضاعف حتى جاء يوم 22 أكتوبر، وبدأت فلول قواتنا المسلحة المنسحبة تفد إلى مدينة السويس، نتيجة تسرب بعض قوات العدو إلى الضفة الغربية للقنال عن طريق الثغرة وأخذت أعدادها في الزيادة بصورة مضطردة، وقد أشاعت القوات المنسحبة حالة من الذعر والخوف بين المواطنين لما تردد عن تقدم القوات الإسرائيلية نحو المدينة مما حدا ببعض المواطنين إلى مغادرة المدينة إلى القاهرة سيرًا على الأقدام، وتعرض البعض منهم لنيران العدو وغاراته الجوية على الطريق الصحراوي المؤدي للقاهرة كما تعرض بعضهم للأسر يوم 23 أكتوبر 1973.
24 أكتوبر
حافظ سلامه امام مسجد الشهداء
لم ينم أهالي السويس ليلة الرابع والعشرين من أكتوبر في انتظار مفاجآت العدو الغادر... وفي صبيحة ذلك اليوم قام العدو بغارة مركزة على السويس تمهيدًا لدخول قواته المدرعة إلى المدينة حيث تقدمت القوات بعد انتهاء الغارة إلى المدينة التي كانت في ذلك الوقت خالية من أي وسائل للدفاع عنها، وكانت الروح المعنوية منهارة في صفوف القوات المسلحة النظامية، وعلى الجانب الآخر كان الشيخ حافظ سلامة يحشد رجال المقاومة في مسجد الشهداء استعدادًا لمواجهة شرسة مع العدو
الشيخ حافظ مع اعضاء المفاومه الشعبيه في ساحة مسجد الشهداء
واقتحمت قوة من أفراد العدو مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لمجموعة من المدرعات، وبهذا أطلقت الشرارة الأولى للمقاومة الشعبية، اندفع بعدها شعب السويس وما تبقى من رجال القوات المسلحة في معركة دامية مع قوات العدو كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته وسياراته التي اقتحمت المدينة بالإضافة إلى القضاء على معظم أفراد العدو.
لوحة شرف باسماء شهداء معركة السويس 24 اكتوبر
كما سقط عدد من رجال المقاومة شهداء بعد يوم حافل بالمواجهات الصعبة، إلا أن الخسائر التي لحقت في هذا اليوم كسرت طموحاته في احتلال المدينة، وظل هذا اليوم يومًا خالدًا في تاريخ شعب السويس وجعلوه عيدًا قوميًا لهم يحتفلون به كل عام.
25 أكتوبر والحرب النفسية
في يوم 25 أكتوبر بدأ العدو في استخدام سلاح مختلف وهو سلاح الحرب النفسية فما زال متمكنًا إلى الآن من تطويق المدينة... وأرسل العدو تهديدًا إلى محافظ السويس آنذاك بتدمير المدينة بالكامل بالطائرات إن لم تستسلم خلال نصف ساعة وأن عليه الحضور ومن معه من المواطنين رافعين الرايات البيضاء.
أصابت هذه التهديدات بعض المواطنين وكذلك بعض المسئولين بحالة من الفزع وكان المسئولون وعلى رأسهم المحافظ الذي مال إلى التسليم اعتقادًا منه أن ذلك أفضل جدا من تدمير المدينة على من فيها... وأيده في ذلك البعض حتى ذهب بعضهم إلى أخذ أكفان مسجد الشهداء البيضاء ورفعها على أيدي المكانس (المقشات) استعدادًا للتسليم، وعندما ذهب قائد القوات المسلحة بالمدينة العميد "عادل إسلام" لاستطلاع رأي الشيخ حافظ سلامة ومن معه من رجال المقاومة رد عليه الشيخ حافظ بثبات ورباطة جأش: إن معنى التسليم يا سيادة العميد هو أن أسلم لليهود أكثر من 10 آلاف جندي وضابط من قواتنا المسلحة، بل إني بذلك سوف أكشف الجيش الثالث بالضفة الشرقية من القناة وأسلم كل أرواح هؤلاء لأعدائنا وأعداء الإنسانية، وتصير نكسة أشد من نكسة 67 لمصر والعرب والمسلمين... إن الطيران الإسرائيلي قد مضى عليه 6 سنوات وهو يضرب المدينة فلتكن 6 سنوات وأياما.
إننا إما أن نعيش أحرارًا أو نقضي كما قضى غيرنا وصدق الله العظيم إذ يقول: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}، وهنا قال العميد عادل إسلام: اعتبرني من الآن فردًا من أفراد المقاومة الشعبية...
واستمر الشيخ حافظ ورجاله في المقاومة وقام الشيخ حافظ سلامة بتعبئة نفسية مضادة للإسرائيليين، حينما قام بإذاعة نداء من مسجد الشهداء كرد على الإنذار الإسرائيلي، وتوالت انتصارات المقاومة على العدو الإسرائيلي حتى تدخلت قوات الطوارئ الدولية التي دخلت المدينة يوم 28، ورغم استمرار العدو في غاراته فإن ثبات رجال المقاومة أرغم العدو على مغادرة المدينة دون تحقيق انتصار يذكر.
البئر الذي تفجر في السويس
خوارق الملحمة
بطولات رائعة شهدتها ملحمة السويس تحتاج لمؤلفات عدة ترويها وتوثقها ولا يتسع المقام لذكرها كلها، لكن مما يروى أنهم أرادوا نقل جثمان الشهيد إبراهيم سليمان إلى مكان آخر فوجدوا الجثمان كما هو بعد ما تصوروا أنهم سينقلون رفاتًا وعظامًا، وذلك بعد مرور 90 يومًا من استشهاده، وكذلك قصة البئر المعطلة من 80 عامًا التي أرشد إليها عم مبارك، وإذا بالبئر تعطي لا ينفد ماؤها فكانت مدداً إلهيا لأهل السويس وللقوات المسلحة شرق القناة... وغيرها العديد من قصص الشهداء والأبطال الذين تخرجوا في جامعة مسجد الشهداء التي علمتهم وفهمتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم "من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد
====================================================
====================================================
احمد الهوان
البطل الأسطوري
ابن السويس
==========
جمعة الشوان اسم الشهرة الذي أطلقه السيناريست الراحل صالح مرسي عليه عندما قام الفنان عادل امام بتجسيد شخصيته في عمل تليفزيوني بعنوان "دموع في عيون وقحة". أما اسمه الحقيقي فهو أحمد محمد عبد الرحمن الهوان من مواليد مدينة السويس احدى محافظات مدن القناة في مصر.
بعد هزيمة عام 1967 المريرة وضرب مدينة السويس هاجر من السويس إلى القاهرة مثل باقي اهل المدينه وكانت له مستحقات مالية لدى رجل يوناني كان يعمل معه في الميناء وعندما اشتدت بأسرته ظروف الحياة بعد التهجير قرر السفر إلى اليونان للحصول على مستحقاته المالية منه ..
أول احتكاك مع الموساد وكيفية تجنيد الهوان
أول احتكاك بينه وبين الموساد كان في (برستل لانج شاير) في انجلترا وعن طريق الفتاة جوجو وميري وروز وعدة أسماء كتيرة جداً من بنات الموساد، طبعاً هو لم يكن يعلم إن دول بنات موساد أو يهود .
حدث بينه وبين جوجو حب كبير جداً ووصل الأمر إلى إنه ذهب ليطلبها من باباها بناء على طلبها وباباها مستر (ديفيدز) راجل صاحب شركة إلكترونيات كبيرة جداً في مانشستر ، الراجل رحب وعرض عليه المال بسخاء سواء في الوظيفة أو إرسال المال إلى زوجته الأولى فاطمة في القاهرة في ذلك الوقت وأخذت جوجو تتردد عليه في جميع مواني أوروبا أثناء رسو الباخرة التي كان يعمل عليها ضابط إداري، وفجأة في (أنتويرب) لم تحضر جوجو وطبعاً كان حزين جداً إلى أن قابل (جاك) و(إبراهام) في أحد البارات هم كانوا طبعا يتتبعوه دون ان يلاحظ و في أحد البارات وكان معه عدد كبير من طاقم الباخرة التي كان يعمل عليها وكان كل الطاقم يوناني وهو الوحيد اللي كان يجيد اللغات وفجأه وهو قاعد في أحد التربيزات وجد الكرسي اللي كان قاعد عليه يعني شبه اتخبط فشيء طبيعي انه يبص وراه ويشوف إيه الخبطة البسيطة جداً دي فوجد شابين شيك جداً، واحد منهم في حدود فوق التلاتين والثاني فوق العشرين وطبعاً فضلوا يتأسفوا تأسف رهيب وبعدين جلسوا وراهم وطلبوا لهم 13 مشروب لأن هم كانوا 13 فرد، واستغرب احمد الهوان لما حدث وبعد شوية عرفوه بنفسهم جاك وإبراهام . وجاك هو ابن رئيس مجلس إدارة أحد شركات الحديد والصلب.
وإبراهام المدير العام الإقليمي للشركة في الدول الأوروبية وطبعاً هو رحب بهم.
في بداية الحديث جاك قال إن هو وإبراهام متراهنين عليه فقال الهوان متراهنين علي أيه؟ قال له: أصل جاك بيقول إنك من باكستان وأنا بأقول إنك من جامايكا، فمن فينا يكسب؟ فسأل احمد هو أصل الرهان على أيه؟ قالوا له الرهان على اللي حيسهر التاني سهرة حمرا، فقال لهم ( خلاص أنا اللي أكسب، لأن أنا لا من جامايكا ولا من باكستان ) فسألوه أمال أنت من أين؟
فقال لهم أنا أصلاً مصري من السويس وهاجرت الي القاهره و طبعاً كان بيتكلم على سجيته ما عندوش خلفية إن الناس دي ممكن تكون موسادية أو إسرائيلية فقالوا له طب استأذن بقى من زمايلك على أساس نروح نسهر. وفعلاً اخذوه الي شقه علي مستوي عالي من التجهيزات وكانت اول مره يشوف شقق بهذا المستوي وبعد السهرة شربوا القهوة وعرضوا عليه إنه يشتغل فقال لهم أنه لا يفهم في الحديد والصلب، فقالوا حنعلمك و عرضوا عليه 5 آلاف دولار.. ده الراتب الشهري غيرالاجر الاضافي وطبعاً ما حدش يرفض هذا المبلغ في ذلك الوقت .
وطلب منه إبراهام أن يستقيل من العمل في الباخرة وأن يذهب لاحضار جواز سفره وافتعل مشكلة مع أحد العاملين على الباخرة ولكن القبطان رفض أن يترك العمل وكان يحبه ورفض أن يعطيه جواز سفره حتى أبلغه أن الوالدة مريضة جداً ويود المجيء لزيارتها وأخذ جواز السفر وبدأت رحلة العمل الجدي مع الموساد ...... اخذوه إلى ألمانيا الغربية في مدينة فرانكفورت وقعد حوالي 3 أيام، وظل إبراهام لوحده فقط معاه، وقال له: أنت ما نفسكش تشوف فاطمة وابنك وبنتك؟ قال له يا ريت، ليه؟ قال له: أبسط يا عم عيِناك مدير لفرع الشركة في القاهرة فسأله احمد الهوان أنت ما قلتليش إن أنتم عندكم فرع للشركة في القاهرة فقال له لأ أنت اللي هتفتحه........ إزاي؟ قال له: بص.. أولاً: تروح تفتح لنا مكتب في أهم شوارع القاهرة. نمرة اثنين: تشتري لنفسك سيارة تكون نص عمر. نمرة ثلاثة: هتسافر السويس تجيب لنا بعض معلومات عن المراكب اللي موجودة في منطقة البحيرات المرة اللي هي بين السويس والإسماعيلية.
قال له احمد: طب أنا ما قلت لك من الأول أنا ما بأفهمش في شغل الحديد والصلب ومعني كده ان اناحسافر لوحدي، فإزاي يعني؟ قال له أنا حفهمك ....... أنت عارف المراكب ( كان فيه في ذلك الوقت فعلاً 13 مركب موجودين محجوزين في هذه المنطقة لأن القنال كان مقفول من الشرق والغرب ) فقال له احمد أنا عارف المراكب دي كويس جداً ولو عايز أي معلومات عنها دلوقتي أنا أديها لك قال له لأ، دا إحنا عايزين معلومات كاملة لان المراكب دي بعد القنال ما يتفتح وبعد الحرب المراكب دي حيتعمل عليها مزاد علني و يتباعواخردة وإحنا كشركة حديد وصلب يهمنا إن يكون فيه خلفية لينا عن هذه المراكب علشان نقدر نحط التكلفه بتاعتها واعطاه 3 عناوين ... عنوان على فينيا في النمسا وعنوان على ألمانيا الغربية وعنوان على لندن في إنجلترا باسم واحد فقط اسمه محمد سليم، قال له لما تروح وتفتح وتوضب نفسك مضبوط وتجيب العربية وتجيب المعلومات تبعت على أي عنوان من التلاتة على إن محمد سليم دا ابن خالتك، قريبك كده وطبعاً دا كان كل المطلوب وفوجئ احمد إن إبراهام بيعطيه شنطة فيها 185 ألف دولار أميركي فسأله ليه يعني المبلغ دا؟ قال له المبلغ ده لفتح الشركة والتأسيس وست أشهر قيمة المرتب بتاعه طبعاً مبلغ في ذلك الوقت مغري جداً ودا كان سبب شك احمد في الموضوع كله وجابوا له هدايا كثيره ايضا.
تعاونه مع المخابرات المصرية وخداع الموساد
وعاد احمد وذهب لمقابلة العائلة بما فيها زوجته والأولاد و فوجئوا بحضوره ثم انتقل لرجال الأمن المصريين الذين شككوا في البداية وسخروا منه حين طلب موعداً مع الرئيس وأبقوه عندهم ثلاثة أيام، بعدها اقتنعوا والتقي بسامي شرف كان مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وطالبه بمقابلة عبدالناصر قام شرف باستئذان الرئيس في المقابلة فوافق وهنا استأذن سامي شرف الهوان في تفتيش الحقيبة التي كان يحملها معه وبداخلها الدولارات ووافق الهوان على تفتيش الحقيبة. فقد كان يعرف جيدا انه لن يستطيع الحصول على شيء لأن المباحث قامت بتفتيشها اكثر من مرة ولم تفلح في العثور على النقود, وبالفعل لم يجد سامي شرف شيئا فأعطاه الحقيبة ودخل لمكتب الريس جمال عبد الناصر
وأثناء دخوله للرئيس عبد الناصر طبعاً لم يصدق نفسه انه امام عبد الناصر فبكي فرح لمدة حوالي تلت ساعة واحتضنه الرئيس بحنان الاب وطلب للهوان عصير ليمون وله فنجان قهوة وقد كان في امس الحاجة لهذا العصير حتى يلملم نفسه ويرتب افكاره و لم ينسي هذا اليوم في حياته ولولا هذه المقابلة ما كان قام بأي عمل و قص على الريس كل ما حدث بداية من السويس مرورا باليونان حتى محطات اوروبا المليئة بالاحداث ثم قدم له الحقيبة مؤكدا ان بها (185) الف دولار.. مشيرا الى ما حدث في المباحث وكيف فشلوا في العثور على المبلغ رغم تفتيشها مرات عديدة فطلب منه الرئيس ان يفتحها كما علموه ليشاهد بنفسه كيف تم الاخفاء. ثم سأله ولماذا لم تفتحها للمباحث فقال له لاقدمها لسيادتك ... فضحك الرئيس ووضع يده على رأسه قائلا بصوت حنون: لا تغضب فهذه المباحث العامة ثم قال ـ رحمه الله ـ سأرسلك الى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.. لان ما حدث معك بالفعل شغل موساد.. وأوصاه ان يقص عليهم كل شيء كما فعل معه. وودعه بعدما شكره على موقفه مربتا على كتفه بحنان الأب مؤكدا على عدم اغفاله اي تفاصيل ثم اعطاه رقم هاتفه الخاص وقال له اذا اردت اي شيء فاتصل بهذا الرقم وساكون قريبا منك.. ولا تنس ان مصر بحاجة إلى امثالك.........وكانت لهذه الكلمه اكبر الاثر في صمود الهوان كل هذه السنوات ..
وأرسله مباشرة من الرئاسة بسيارة خاصة الى مبنى المخابرات العامة بكوبري القبة وهناك فوجئ بأن أحد الضباط يشبه أحد العاملين معه في اليونان وكان يدعى زكريا ولكن هناك فارق كبيرما بين الملابس التي يرتديها والملابس التي كان يرتديها في (برايس) في اليونان وطلبه للمكتب ودخل احمد المكتب معاه .. وكان احمد قد باع له ساعه ليأكل بثمنها في اليونان في برايس وباطبع عندما اعطاه الساعة عرف إن دا زكريا اللي هو أصلاً من دمياط كما تعرف به أثناء وجوده في اليونان. وعرف إن دا زكريا أحد ضباط المخابرات العامة المصرية وكان بيراقب هو وزملاؤه الكثافة العمالية المصرية في ذلك الوقت في اليونان وشرح له كل ما حدث له في أوروبا سواء في (برستيل لانج شاير) أو أنتورب أو اليونان أو.. أو إلى آخره، وحكي له عن الشنطة وجوجو
بالطبع جهاز المخابرات العامة المصرية عمل له اختبارات ثم جابوا له عدة صور كثيرة جداً لرجال الموساد الإسرائيلي ومن خلالها قدريطلع جاك وإبراهام ولكن جوجو لم يكن ليها صور وعلى ضوء هذا الكلام و بعد اختبارات جسمانية ونفسية وخلافه بالنسبة له اصبح الهوان فعلا قادر علي العمل ثم طلب منه الضابط المصري عنوانه وعناوين اسرته.. ووعده بلقاء بعد اسبوعوهنا ولأول مره يشعرالهوان بالراحة وان حملا ثقيلا ازيح من على صدره وعاد للمنزل بعد غياب ثلاثة ايام ليجد زوجته قد اخذت الاولاد وسافرت الى الصعيد عند ابيه لتسأل عنه وهي في قمة القلق فذهب على الفور الى هناك ليتعلل لهم بانه ذهب الى السويس بعد الحصول على تصريح ثم ذهب الى الدقهلية لتوصيل خطابات خاصة باصدقائه من اوروبا.
وفي اليوم المحدد للموعد ارتدي افخر ملابس وذهب مسرعا الى سراي القبة وغادر التاكسي بعيدا عن مبنى المخابرات ثم تسلل بعدما تأكد تماما عدم وجود اي عيون ورائه وفي مكتب احد القيادات الكبيرة جاءه صوت الضابط الكبير بتودد كيف حالك ياهوان وحال فاطمة والاولاد والعائلة.. ثم قال له بصوت قاطع هل تعلم ان مهمتك صعبة ولابد ان تكون قادرا عليها والا فلتصارحني من اولها. وقال الهوان بحماس سأفعل اي شيء من اجل مصر فطلب منه ان يبدأ فورا في البحث عن مكتب كما طلب منه ابراهام.
وفتح فعلاً مكتب في26 شارع شريف باشا. عمارة الإيموبوليا وقام بتأثيثه بأفخر الاثاث واطلق على المكتب شركة (تريديشن) واشتري عربية زي ما قالوا له وكانت فيات 1300 نص عمر وتوجه بناء علي موافقة المخابرات العامة المصرية إلى السويس ومن هناك جاب كافة المعلومات من قبل التوكيلات الملاحية عن الـ13 باخرة اللي كانوا موجودين في منطقة البحيرات المرة ورجع إلى المخابرات العامة واعطاها المعلومات فطلبوا منه ان يكتب جواب لمحمد سليم على لندن نصه كان كالآتي:
اخي العزيز / محمد سليم بعد التحية الطيبة التي ابعث بها من قلب مصر, وبعد ان اطمئنك على جميع الاهل والاقارب والاصدقاء, واتمنى ان تكون بصحة جيدة, والحقيقة يا صديقي ان الحياة هنا صعبة وحالة السوق لاتدعو للطمأنينة فكما انت تعلم لم اجد حتى الآن فرصة عمل لذلك اتمنى ان تبحث لي عن فرصة عمل لديكم وتبعث لي بالتذكرة واي مبلغ مالي يساعدني على الوصول اليكم .. على فكرة يا محمد الاهلي هزم الزمالك و جماهير الزمالك على المقهى لايحضرون جلساتنا اليومية بعد هزيمتهم الاخيرة. تحياتي واشواقي وقبلاتي اخوك .. احمد الهوان
ثم كتب على الرسالة عنوان ابراهام في لندن وهذه الرساله كانت تعني انه قام بتأثيث المكتب واصبح جاهزا للعمل .. وبعد فتره قليله وجد الهوان جواب جاي له وعليه ان يذهب ليستلم تذكرة باخرة من أحد شركات الملاحة في ميدان قصر النيل للسفر إلى جنوة فالمخابرات قالت له حاول تأخذ تأشيرة و طبعاً المخابرات العامة كان ممكن تجيب له التأشيرات وتذلل له كل حاجة إنما الاتفاق من البداية ان يبدأ العمل بمفرده وبشكل لا يلفت النظر... وركب احمد الباخرة سيبيريا وفيها تعرف علي سيدة جميلة وأرادت أن تهديه كأساً فقال لها انه ليس لديه مال، فقالت له إنها هي التي ستهديه الكأس ثم ذ هب معها للعب القماروبدأ يربح مع انه لا يجيد اللعب وجمع مبلغ كبير
وقابلت جوزها و قالت له: أحمد صاحبي واخذه بالحضن علشان هو صاحب المدام وكانوا يملكون فندق اسمه فلاور اوتيل ووجدهم مجهزين ل غرفة جيده ... ونزل عمل تلغراف لمحمد سليم بعنوان الاوتيل ورقم التليفون وفي اليوم التالي مباشرة جاء محمد سليم.
. وعمل له تليفون، وتقابلا في محطة القطار في جنوة، واعطاه 500 دولار، وقال له: تروح الصبح إلى ميلانو هتلاقي حجز باسمك في هيلتون هوتيل وهناك هيجي لك إبراهام وجاك، وفعلاً قابل إبراهام وجاك في هيلتون هوتيل ونزلوه في الفندق على إنه تاجر جمال وكانوا جاجزين سويت كبير جداً باسم عبد الرحمن
وهنا جاك طلع الكارنية وعرفه إن هم رجال الموساد الإسرائيلي، فطبعاً احمد ( و بناء على تعليمات المخابرات العامة المصرية ) قدر ان يقوم بالدور كويس، وأقنعهم أنه لماذا جعلوه ينتظر طوال هذه الفتره بدون ان يحضر لهم معلومات عسكريه وأنه على استعداد ان يجيب أي معلومات لهم من مصر وفي اليوم الثاني مباشرة اصطحبوه الي مدينة اسمها ليل في فرنسا ونزل في اوتيل منيرفا واليوم التالي مباشرة ارسلوه الي أحد الشقق في ليل وهناك قاموا بتدريبه على الحبر السري وطريقة استقبال بالراديو و طلبوا منه معلومات عسكرية يعني كان لسه في البدايه وبالمعلومات دي رجع القاهرة و بلغ طبعاً اللي حصل بالضبط أيه، وكان يتقابل في أماكن متفرقة في القاهرة مع رجال المخابرات المصرية وكان يجيب المعلومات بنفسه من جمهورية مصر العربية كلها من أسوان إلى السلوم مثلا
ويكتبها للمخابرات العامه المصريه .. وتقوم المخابرات باملاءه الجواب الذي سيرسله بعد ذلك ..
وبالطبع المعلومات التي قام احمد بارسالها كانت الاختبار الاول له مع الموساد
اما الاختبار الثاني فكان في السفريه الثانيه له مباشرة وكانت الي امستردام في هولندا، والمفروض ان يقابله أحد رجال الموساد الإسرائيلي،
فلم يقابلوه مباشرة وسابوه حوالي 5 ايام وهم يعلموا كويس جداً إنه خارج من القاهرة بـ11 دولارفقط إلى أن حضر اثنين واتصلوا به بعد الأسبوع الأولاني وقالوا له: إحنا جايين من طرف إبراهام وجاك وعازينك واخذوه الي عزبة او مزرعة ولم يجد جاك ولا إبراهام إنما وجد حوالي 14، 16رجل ضخام البنيه ودخلوه غرفة، وبدءوا الحديث وقالوا : إحنا شوفناك وأنت داخل المخابرات العامة المصرية في كوبري القبة يوم كذا وكنت لابس كذا، فقال لهم: أن اللبس اللي أنتم بتقولوا عليه ده، فموجود فعلاً عندي، إنما يوم كذا الساعة كذا روحت المخابرات المصرية أنا ما أعرفش أنا أعرف المخابرات المصرية إنها موجودة في كوبري القبة إنما مادخلتش يعني أنا أروح أقول للمخابرات المصرية أيه؟ أقول لها أنا أتجندت عشان أخون بلدي وديني .. إزاي يعني؟ ما حصلش الكلام ده قالوا: لأ فقال لهم: اللبس اللي أنتوا بتقولوا عليه ده فعلا عندي، وأنتوا اللي بتشتروه لي كمان.... فعملوا عليه كردون مكوَن من أربع أفراد وبدءواعملية تعذيب بالضرب لمدة 3 دقائق الي ان سقط علي الأرض ثم جاء 4 اخرين وقوموه من شعره لانه كان طويل وقتها وبدءوا الضرب تاني ... واستمرهذا الوضع حوالي ساعة وفي اليوم التالي جه جاك وإبراهام وشتمواهؤلاء الناس وعملوا تمثيلية وجابوا له دكاترة معالجة وبعد كده سفروه إلى إسرائيل وكانوا بطلقون عليها البيت الكبير وفي إسرائيل هناك تم تدريبه على حاجات أعلى نسبياً.
السفر إلى إسرائيل وبداية عملية التدريب
وقبل السفر لإسرائيل استخرجوا له جواز سفر باسم يعقوب منصورسكرتير أول السفارة الإسرائيلية في روما.
وده اللي كان يتنقل به أثناء وصوله لأي بلد أوروبي.
وفي إسرائيل نزلوه في مكان في شارع (ديزينجهون) وبدأت الرفاهية الحقيقة هناك ... وكانوا بيعرضوا عليه الحاجات اللي هم عايزينها من مصر بأفلام علي شاشة عرض ويشاهد الأسلحة بحجمها الطبيعي وكثيرمن التدريبات السرية علي الحبر السري...
وبدأ العمل وكان يسافر اوروبا كثيرا لاخذ مستحقاته ومصاريف المكتب وبعد ذلكً طلبوا منه تأجير شقة
ووجد حوالي 5 او 6 شقق واختاروا هم واحده منهم بها مميزات معينه تناسب الارسال والاستقبال ( وهي الشقه التي يسكن فيها حاليا)
حصوله على أحدث جهاز إرسال في العالم
الجهاز الاول
هذا الجهاز كانت المخابرات العامة المصرية تتمنى أن بحصل عليه وفعلاً تدرب في القاهرة على كيف إحضار هذا الجهاز وفي إسرائيل فوجئ إن (شيمون بيريز) وكان أحد مسؤولي الموساد الإسرائيلي يعرض عليه هذا الجهاز وقام بتدريبه عليه أحد الضباط الإسرائيليين تدريب جيد جداً لأنه جهاز معقد جداً وصغير الحجم تقريبا قد علبة السجايروكان يوجد منه حوالي 3 او 4 نسخ فقط في العالم كله....
وعندما قابل المسؤولين في اسرائيل وبعد تدريبه علي الجهاز رفض بشده ان يأخذه .... ثم اخذه في الرحلة التالية مباشرة في توستر عيش زائد 48 كريستالة ألماظ حر التي يعمل بها الجهاز
وفعلاً حضر الي مصر ومعه الجهاز و سلمه لرجال المخابرات العامة المصرية وكانت فرحة كبيرة جداً الحصول علي هذا الجهاز..
وقد ذكر الهوان اسماء بعض الشخصيات التي قابلها وتعرف عليها في اسرائيل مثل شيمون بيريز وعيزرا وايزمان الذي أصبح فيما بعد رئيساً وبيريز الذي أصبح رئيساً للوزراء و ليفي أشكول وأليعازر وشلومو بن عامي
وقد استطاع احمد الهوان آخذ ثقتهم وان يصبح الرجل الأول لهم في القاهرة.. أو في جمهورية مصر العربية
وقد استطاع الهوان بعد ذلك ان يجند ضابطة الموساد الإسرائيلي (جوجو) لحساب مصر، وطبعاً كانت تمده بمعلومات عن الموساد وعن جيش الدفاع الإسرائيلي.
( وخوفاً عليها من كشف سرها فيما بعد فلذلك خافت عليها المخابرات المصريه واحضرتها هنا في القاهرة ولا زالت في القاهرة.. وتقترب حاليا من الستين عاما و اعتنقت الإسلام وارتدت النقاب وتزوجت مصريا وأدت العمرة والحج مرتين وأنجبت ولدين وبنتا. وهي لا تخرج كثيرا ولا يعرف أحد زوجها ولا اسمها الحقيقي أو مكان اقامتها. الذين يعرفون مكانها ثلاثة فقط.. احمد الهوان والمخابرات المصرية وهي.)
واستمر العمل في الموساد تقريباً حوالي الـ 11 عاماً. و طلبوا منه ان يفتح سلسلة محلات (سوبر ماركت) في القاهرة وفعلاً فتح سلسلة محلات في مناطق مختلفة في القاهرة بالذات، لجذب المعلومات التموينية عن الحالة التموينية في مصر. وكان قبل ان يرسل الرسالة عن الحاله التموينيه او القواعد العسكريه بجهاز الإرسال الذي أخذه منهم.. كان يشرف عليهاالاستخبارات المصرية.وكان بيتم تغيير القاعدة تماماً من قاعدة أصلية إلى قاعدة هيكلية وكانت تقوم الطائرات الإسرائيلية بضرب القواعد الهيكلية على أنها قواعد حقيقية وكانوا يرسلوا له شكر في الرسائل على أساس إنه أنا اعطاهم معلومة 100%.
حصول الهوان علي الجهاز الثاني
وبعد ان أخذ الهوان من "الموساد" جهاز الإرسال الذي يستطيع إرسال برقية في عشر ثوان فقط ودخلت إسرائيل الحرب وهزمت في 1973م
وبعد نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحرير التراب المصري وإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي كان وقتها في أجازة قصيرة بمصر وبعد العبور بثلاثة أيام وتحديدا يوم 9 أكتوبر 1973 وصلته رسالة من الموساد تطلب منه الحضور فورا إلى البيت الكبير (تل أبيب)و تملكه الخوف وشعر بأن أمره انكشف وأنهم طلبوا حضوره للانتقام منه وقتله هناك.. وبعد مشاورات مع رجال المخابرات المصرية وتدخل الرئيس الراحل أنور السادات الذي تولى وقتها رئاسة مصر خلفا للراحل جمال عبد الناصرالذي قال له: "لو مصر طلبت منك تحط دماغك تحت الترماي متتأخرش، فوافق على السفر إلى تل أبيب و سافر إلي ايطاليا ومنها إلى تل أبيب.و استمرت الرحلة 12 ساعة وصل بعدها إلى مطار بن جوريون بتل أبيب. وعندما وطأت قدماه مطار بن جوريون استقبله "الموساد" استقبال الأبطال". و تظاهر أمامهم بالحزن العميق بسبب الهزيمة باعتباره إسرائيليا كما أبدي لهم حزنه على ضياع منصب محافظ السويس الذي وعدوه به عندما يدخلون القاهرة منتصرين في الحرب.
بعد وصوله إلى تل أبيب ذهب لزيارة شيمون بيريز وكان يشغل منصب رئيس "الموساد" وقتذاك ورئيسه المباشر.
وقاموا أيضا بتدريبه على جهاز إرسال خطير يعتبر ألاحدث في العالم يبعث بالرسالة خلال 5 ثوان فقط.. وحصل على الجهاز بعد نجاحه في اختبارات أعدوها خصيصا له قبل تسليمي الجهاز وعرضه علي جهاز كشف الكذب وتم إخفاؤه في فرشة حذاء عندما رآها بيريز أنها جديدة ولم تستعمل من قبل نهر الضباط وقال "أيعقل أن تكون الفرشاة جديدة"؟، فجلس أسفل قدمه ومسح حذائه بالفرشاة إلي أن صارت مصبوغة بلون حذائه. وكان هذا هو الجهاز الثاني الذي حصل عليه منهم
أسباب توقف الهوان عن التعامل مع الموساد الإسرائيلي
كان ذلك بناء عن رغبته ففي واحد يناير 1976 وأثناء سفره من القاهرة إلى مدينة السويس لإحضار معلومات مطلوبة منه من الموساد الإسرائيلي وبموافقة المخابرات العامة المصرية حصل له حادث نتج عنه خلع المفصل الايمن للرجل فطلبت الاعتزال من المخابرات المصرية. إلى أن جاءت سنة 1977 وحدثت له مشكله اخري في عينيه
فطلب من أحد كبار رجال المخابرات الاعتزال وقال له بهذا اللفظ ( سعادتك بص، يعني أنا شايف إن أحدث جهاز إرسال في العالم أنا جبت منه اثنين مش واحد، واحد قبل 73، وواحد بعد 73، معلومات أنا جبت معلومات أعتقد إنها أفادتنا في حرب أكتوبر 1973 الحمد لله يعني عملنا حاجات كويسه جداً بجهاز الإرسال. و جوجو وجبتها. هأجيب أيه ثاني يعني أنتوا ناويين أجيب لكم مثلاً (جولدا مائير) هنا أم أيه؟ يعني أنا شايف كده كفايه فأرجو الموافقة ) وتمت الموافقه علي الاعتزال و كان وقتها السيد كمال حسن علي رئيس المخابرات المصرية في ذلك الوقت
يقول البطل أحمد الهوان:
الصهاينة اعترفوا بتصفية الأسرى المصريين وإن ما حدث للمصريين أثناء أسرهم لم يكن تعذيبًا، وإنما تصفية جسدية، وبالتأكيد كان يسبقها تعذيب، وقد نشرت الصحف العبرية صورَ بعض الأسرى الضحايا بعدما توالت الانتصارات المصرية؛ لمحاولة رد اعتبار القادة العسكريين والسياسيين أمام الشعب الصهيوني؛ حيث قالت هذه الصحف: إن التعذيب كان يطول الجميع بدايةً من "الضباط حتى الجنود" حيث تُمنع عنهم شربة المياه طيلة أسبوعٍ كامل، وبعدها يأتون إليهم بالمياه على بُعد، وعندما كانوا يذهبون إليها كان يتم تصفيتهم الواحد تلو الآخر، ولعلمك الخاص هذا ما أُذيع في الصحف العبرية، وكان الهدف منه رد الاعتبار فقط وما خفي كان أعظم، ومن صور التعذيب الأخرى، كان يتم توثيق الأسرى من اليدين والقدمين، وتقوم الدبابات بالمرور عليهم تحت لهيب الصحراء الحارقة
ويقول البطل احمد الهوان : أنه مستهدف من الموساد إلى آخر العمر فهم لا يستطيعون نسيان خداعه لهم، وقد انتحر الضباط الستة الذين كانوا يشرفون عليه فور علمهم بحقيقته.
وعن زوجته الضريرة فاطمة فيقول إنها لا زالت على قيد الحياة، لكنها طلبت الطلاق عام 1978 عندما شاهدت مسلسل دموع في عيون وقحة، وعرفت علاقته بجوجو. وكان قد أنجب منها ولدا وبنتا.
وعلى الرغم من مرور حوالي31عاما على اعتزاله أعمال الجاسوسية الا أنه ومنذ هذا التاريخ أخذ على عاتقه تنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب المصري، وإعطائهم دروسا من الحياة التي عاشها حتى لا يقعوا فريسة لجهات أجنبية تستعملهم للإضرار بالوطن. أكثر من 8 آلاف ندوة عقدها البطل المصري احمد الهوان.. ذلك الرجل الذي وضع كفنه على يديه طيلة 11 عاما كاملا قضاها في عالم الجاسوسية بين القاهرة وتل أبيب.
تم تجميع هذا الموضوع من عدة مصادر منها : ( الجزيره الفضائيه -- العربيه للاخبار-- اسلام اونلاين -- المصري اليوم -- المصريون )
[Download the Podcast (; MB)]
()
السويس منذ العصور الاولي 2 Sep 2008, 2:15 am
تاريخ السويس الباسله
السويس اكبر مدينه علي البحر الاحمر وتقع في الطرف الشمالي لخلبج السويس وسميت علي اسمها قناة السويس التي تربط بين البحر المتوسط والبحر الاحمر
مسحد بدرببورتوفيق
مبني محافظة السويس
بورتوفيق الرائعه
احدي قري العين السخنه
مسجد سيدي الغريب
اسمها القديم: القلزم
الموقع والحدود
تقع شرق دلتا نهر النيل، غرب خليج السويس، على المدخل الجنوبي لقناة السويس. يحدها شمالاً الإسماعيلية، وجنوباً البحر الأحمر، وشرقاً جنوبي سيناء، وغرباً القاهرة والجيزة.
تضم المدينة خمسة أحياء، هي
حي السويس: حي حضري، فيه معظم الهيئات والمصالح الحكومية حي "الأربعين": يغلب عليه الطابع الشعبي حي عتاقـة: يضم معظم المناطق السكنية والمصانع والشركات والمناطق الصناعيه والقري السياحيه ويمتد حتي السخنه والزعفرانه جنوبا وحتي مسجد سيدي الدكروني غربا في طريق مصر حي الجناين : وهو حي ريفي وبه الاراضي الزراعيه و وجناين الفاكهه ويمتد حتي كوبري السيل بعد قريه كبريت وهو الحد الفاصل بين محافظة السويس والاسماعيليه
جغرافيا السويس
كان من الطبيعي أن تكون لمصر، في جميع العصور، مدينة عند الطرف الشمالي لخليج السويس. ففي العصر الفرعوني، كانت هذه المدينة "سيكوت"، ومحلها، الآن، "تل المسخوطة" على بعد 17 كم، غرب مدينة الإسماعيلية. وقد أطلق عليها الإغريق اسم "هيروبوليس" أو "إيرو" في العهدين الروماني والبيزنطي . وتدل الأبحاث الجيولوجية على أن خليج السويس، كان يمتد، في العصر الفرعوني، حتى بحيرة التمساح. ثم انحسرت مياهه جنوباً، إلى البحيرات المُرّة. وعندما انحسرت مياه الخليج نحو الجنوب، خلّفت وراءها سلسلة من الوهاد والبطاح، التي كانت تملؤها المياه الضحلة. فصارت "هيروبوليس" من دون ميناءً على البحر الأحمر. ففقدت جزءاً من صفتها التجارية وأهميتها الملاحية، ولم تحتفظ إلاّ بأهميتها الإستراتيجية، كجزء من القلاع، التي كانت تكوّن سور مصر الشرقي، وتمتد، عبر البرزخ، شمالي سيناء، إلى غزة. كما نشأ ميناء جديد على الرأس الجديد لخليج السويس، يسمى "أرسينوي أن" أو "كليوباتريس"، في العصر البطلمي، وكان هذا الميناء ناحية "السيرابيوم"، التي تقع شمال البحيرات المُرّة. ثم استمر انحسار خليج السويس نحو الجنوب، مرة أخرى، وانفصلت البحيرات المُرّة عن الخليج، فنشأ ميناء البحر الأحمر الجديد، الذي سُمي كلزيما، في العصر الروماني، وهو الذي حرّف العرب اسمه إلى القلزم، وسموا به، كذلك، البحر الأحمر. وفي القرن العاشر الميلادي، نشأت ضاحية جديدة جنوبي "القلزم" سميت بـ "السويس". ما لبث أن ضُمت إليها "القلزم" القديمة، وحلت محلها، وأصبحت ميناء مصر على البحر الأحمر.
فالسويس الحديثة هي سليلة "القلزم" أو "كلزيما" البيزنطية، و"كليزما" وريثة "أرسينوي" البطلمية. و"أرسينوي"، هي الأُخرى، وريثة"هيروبوليس"أو"سيكوت"الفرعونية .
قوافل التجاره التي تنتقل من الغرب والشمال الي الشرق ومرورها الاجباري علي السويس
وتُعَدّ مدينة السويس مثلاً لهجرة المدُن إلى مواقع جديدة، تمكّنها من أداء وظيفتها، التي يؤهلها لها الموقع الجغرافي، الذي تحتله. وأيّاً ما كان اسم مدينة السويس، فهي ميناء مصر على الطرف الشمالي لخليج السويس. لأنها أقرب نقطة إلى البحر الأحمر، يسهل الاتصال منها مباشرة بقلب الحياة المصرية النابض. فالسويس تمتاز عن موانئ البحر الأحمر الجنوبية، بأن الطريق من البحر إلى النيل، لا يخترق أودية وجبالاً بركانية وعرة. كما أن المدن، عند "قنا" أو "قفط"، داخلية، تضرب في أعماق الصعيد، منعزلة، نسبياً، عن الدلتا، التي تزدهر فيها تجارة البحر الأبيض المتوسط. والموقع الجغرافي لخليج السويس والنيل، يهيئ طرف الخليج لنشأة مدينة، ذات وظيفة محدودة، هي تجارة البحر الأحمر، وما وراءه، سواء كانت بلاد بونت أو فارس أو الهند والشرق الأقصى. فإذا استطاعت هذه المدينة أن تتصل بالنيل، بطريق مائي، تضاعفت أهمية الموقع الجغرافي ووظيفته، كما عظُمت أهمية المدينة. إذ تتلاقى عندها تجارة الشرق والغرب. أما موقع المدينة، فتحدده علاقة اليابسة بالماء، أي نقطة انتهاء الماء من طرف خليج السويس الشمالي، ونقطة بدء اليابسة. فعندما كان طرف الخليج، عند مدخل "وادي الطميلات"، في العصر الفرعوني، كانت "سيكوت" هي الثغر والمخزن التجاري، إضافة إلى كونها إحدى قلاع سور مصر الشرقي. وكذلك كانت "هيروبوليس" أو "إيرو"، في العصرين الإغريقي الروماني. شق بيبي الاول قناة سيزوستريس بين النيل والبحر الاحمر وعندما انحسر الخليج نحو الجنوب، تغيّر الموضع، فأصبحت "أرسينوي" عند طرف البحيرات المُرّة. ولمّا ازداد انحساره، تغيّر الموضع، فأصبح "كلزيما" أو "القلزم". وأخيراً، استقر الموضع عند "السويس" الحالية. وقد تحالفت عوامل الموقع الجغرافي والموضع والوظيفة على ربط مصير هذه المدينة، التي تحركت، عبْر التاريخ، فوق خمسين كم، من قرب الاسماعيليه شمالاً، حتى السويس الحالية، بالقناة الصناعية، التي وصلت خليج السويس بالنيل أو أحد فروعه، في بعض فترات متفاوتة من تاريخ مصر. وكان تتويج ذلك كله إطلاق اسم السويس على القناة، التي تصل البحرين، المتوسط والأحمر، وصولاً مباشراً. فخلّد ذلك اسمها.
وتمتاز السويس القديمة بشوارعها الضيقة، ومبانيها ذات الطابع المملوكي. وهذه المدينة تتميز تماماً عن مدينة "القلزم"، ولا سيما في العصر التركي. فقد خشي الأتراك من تهديد الأساطيل الأجنبية، فأنشأوا أسطولاً يحمي السويس، ويحمي موانئ البحر الأحمر التركية الأخرى. وعُدَّت السويس موقعاً حربياً، يرابط فيه الجُند، لحماية مدخل مصر الشرقي. وهذا يُعِيد إلى أذهاننا أهمية "سيكوت" و"هيروبوليس"، في التاريخ القديم. ومن ثَمّ، كان بناء الطابية، وهي قلعة حصينة فوق أحد التلال، تشرِف على البحر. كما أُقيم فيها دار للصناعة (ترسانة) لترميم السفن وبنائها.
السويس قديما
الفلاحين يقومون بحفر قناة السويس
السويس في الماضي والميناء القديم
وتبدأ نهضة السويس بشق القناة، وإنشاء ميناء "بور توفيق"، وتوسيع الحوض، ليستقبل السفن القادمة إلى الشرق الأقصى، وحوض إصلاح السفن . وكان في مقدم الأسباب، التي عاقت نموّ مدينة السويس، ندرة المياه العذبة. إذ كان الماء ينقَل إليها على ظهور الجمال، من عيون موسي التي تقع على مسافة 16 كم، إلى الجنوب الشرقي من السويس. وكانت مكاتب شركات الملاحة البحرية والفنادق الأجنبية، في السويس، تعتمد في خدمة موظفيها ونزلائها، على المكثفات لتحويل ماء البحر إلى ماء عذب. ولمّا أُنشئ الخط الحديدي بين القاهرة والسويس، تولّت الحكومة المصرية نقْل الماء من القاهرة إلى السويس، في صهاريج. وكانت الحكومة تبيع الماء للأهالي. لذلك، يُعد حفْر ترعة السويس الحلوة، أحد العوامل المهمة، التي أدت إلى تطوّر المدينة، ونموّ العمران فيها. والواقع أن مشروع حفْر هذه الترعة، ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع القناة نفسها، بل إن شركة قناة السويس، رأت أن يكون حفْر هذه الترعة سابقاً لحفْر القناة، حتى لا تتعثر عمليات الحفْر، كما حدَث في السنوات الأربع الأولى لتنفيذ مشروع حفْر القناة، في النصف الشمالي من برزخ السويس، بين بور سعيد وبحيرة التمساح وقد عرفت هذه الترعة العذبة باسم "ترعة الاسماعيليه نسبة الي الخديوي اسماعيل". وعُدّل مخرجها، لتنبثق من النيل مباشرة، عند شبرا، على بعد سبعة كيلومترات، شمال القاهره. وتجري، بعد ذلك، نحو الشمال الشرقي، مع حافة الصحراء، حتى بلدة العباسه، في "وادي الطميلات"، ثم تنحدر شرقاً، مخترقة هذا الوادي حتى مدينة الإسماعيلية. وقبيل مدينة الاسماعيليه تتفرع الترعة إلى فرعين: فرع يتجه شمالاً، إلى بورسعيد. والآخر يخترق الصحراء جنوباًن إلى مدينة السويس، ليغذيها بالمياه العذبة، وينتهي إلى خليجها. ويبلغ طول ترعة الإسماعيلية، من النيل إلى بحيرو التمساح 136 كم. ويُقدر طول فرع بورسعيد بنحو 90 كم. أمّا فرع السويس، فيبلغ طوله 87 كم. وما أن وصلت مياه النيل العذبة إلى منطقة برزخ السويس، وشُق خلال البرزخ قناة تصِل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، حتى انقلبت الحياة البشرية في منطقة البرزخ رأساً على عقب، وتحوّل الهمود إلى حياة صاخبة، وإن لم تكن هذه الحياة من صنْع قناة السويس، بقدر ما هي من صنْع مياه النيل، التي وصلت إلى البرزخ. وفي عام 1865، بُني في ميناء السويس حوض بور إبراهيم، ليحل محل مرفأ السويس القديم، الذي كان قد أهمل منذ عهد بعيد، حتى أصبح من أشد المرافئ خطراً، على السفن والملاحة. وكان مرفأ السويس القديم محدوداً بالجسر، الذي يمر فوقه الخط الحديدي، بين السويس وحوض بور إبراهيم. وكانت المساحة الواقعة إلى الشرق، والمحصورة بين هذا الجسر وقناة السويس، أرضاً منخفضة، تغطيها المياه، وقت المدّ، وتنحسر عنها، وقت الجَزر. وتشقها قناة صغيرة قليلة العمق، تصل منها المراكب والسفن إلى رصيف مرفأ السويس القديم، حيث محطة الحجاج والبضائع القديمة، وجمرك السويس القديم، ودار الترسانة القديمة. وتزايدت حركة الملاحة، في ميناء السويس، تدريجياً، في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، لا سيما خلال الحرب العالميه الاولي فازداد عدد السفن القادمة إلى الميناء، كما ازدادت حمولتها. فأصبح حوض بور إبراهيم عاجزاً عن مواجَهة هذه الحركة. وكانت "الشركة المصرية الإنجليزية" للنفط، أنشأت معملاً للتكرير في منطقة الزيتيه في السويس. وكانت سفنها لا تستطيع دخول مرفأ بور إبراهيم لتفريغ شحنتها، إلا سفينة عقب أخرى. وكثيراً ما كان غاطس هذه السفن، يصل إلى أرض الحوض، وقت الجَزْر، فيترتب على هذا أخطار جسيمة للميناء عينه، وللسفن الموجودة فيه. واتجهت النية إلى تعميق ميناء السويس، لكي يصل عمق المياه في أحواضه تسعة أمتار، على الأقل، وقت الجَزْر. ولكن، اتّضح أن إجراء أي تعديل لحوض بور إبراهيم، من شأنه تقليل المساحة المائية للميناء، من دون فائدة تذكر للملاحة. فاستقر الرأي على إرجاء تحسين ميناء بور إبراهيم، وبناء أحواض جديدة، وتوفير كل المستحدثات الفنية، المتعلقة بتسهيل الملاحة، في الخليج المتسع، الواقع إلى الشمال من بور إبراهيم. وتقرر إنشاء ميناء السويس الجديد في الخليج، الواقع بين مرفأ بور ابراهيم ( اوميناء الزيتيه الحالي ) ومنطقة الزيتية، ليحدّه من الشرق الخط الحديدي، بين السويس و بورتوفيق ويمتد من الشمال الغربي حتى يصل إلى معمل التكرير في الزيتية. وبدأ العمل في الميناء الجديد، في يوليه 1918 وقد مدت "مصلحة سكة الحديد" خطوطاً حديدية، من "حي الأربعين" إلى معمل تكرير الزيتية، ومعمل التكرير الحكومي، الذي أنشئ فيما بعد. وكانت هذه الخطوط تستخدم في نقْل مشتقات النفط إلى داخل البلاد. وقد استعيض عن ذلك بخط أنابيب، ينقل المشتقات الثقيلة إلى معمل تكرير مسطرد، الذي أنشئ لاحقاً، إلى الشمال من مدينة القاهرة . وقـد بـدأت السويس، في الوقت الحـاضر، نهضة جديدة، بإنشاء عدد من الصناعات المهمة، ولا سيما صناعات تكرير النفط ومشتقاته. وبذلك، تعود السويس لتؤدي دوراً جديداً في تاريخها. فهي ليست قلعة مصر عند قمة خليج السويس فحسب، ولا هي ميناء للعبور فقط، بل هي ثغر كبير، يشرِف على إحدى صناعات مصر المهمة، وهي الصناعات النفطية، ودار للصناعة، ومنطلق نحو موانئ البحر الأحمر ـ أو البحيرة العربية الكبرى ـ ومبتدأ رحلة الحاج إلى الأراضي المقدسة.
انشاء ميناء بورتوفيق
تاريخ السويس
العصر الإسلامي
وكانت تقطن مدينة السويس، قبل الفتح الإسلامي، جماعة من الناس، تشتغل، غالباً، بالصيد والقرصنة. ولكن السويس لم تلبث أن شهدت نشاطاً واسعاً، وانتعشت انتعاشاً واضحاً، في العصر الإسلامي. وكان أول ما اشتهرت به السويس، في ميدان النشاط الاقتصادي، في العصر الإسلامي، هو بناء السفن. ويظهر أن بناء السفن، كان له شأن عظيم في مصر، في فجر الإسلام، خاصة في العصر الأموي. وقد ألقت البرديات شعاعاً من النور على صناعة السفن في مصر، عندئذٍ. وأظهرت مهارة الملاحين المصريين في ركوب البحر، فضلاً عن تقدير الحكومة الإسلامية المركزية لتلك المهارة، وعملها على استغلالها، والإفادة منها. وثمة حقيقة مهمة، هي أن البرديات، التي اكتشفت حديثاً في "كوم اشقاو"، والتي ترجع إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، أشارت، صراحة، إلى أن صناعة السفن، ازدهرت في مصر، في ثلاثة مراكز، هي: الروضه والسويس (القلزم) و الاسكندريه وهذا يعني أن منطقة السويس، كان لها أهميتها الكبرى في صناعة السفن، إحدى أكبر الصناعات، التي عرفتها مصر الإسلامية. كما كانت السويس أحد ثلاثة مراكز كبرى في مصر، لبناء السفن التجارية، وغير التجارية. كذلك، ظهر لمنطقة السويس أهمية اقتصادية، خاصة في العصور الوسطى، هي غِنى تلك المنطقة بالثروة المعدنية، مثل الذهب والزمرد، فضلاً عن الأخشاب. والمعروف أن أشجار السنط، كانت تنمو بكثرة في شبه جزيرة سيناء، وحول السويس. وقد اهتم صلاح الدين الأيوبي بتلك الأشجار، لأهمية أخشابها في بناء السفن، في وقت اشتدت فيه الحرب، البرية والبحرية، ضد الصليبيين في الشام، وفي حوض البحر المتوسط. وفي عصر المماليك، ظلت القوافل تحمل أخشاب شجر السنط بانتظام، بين السويس والقاهرة، مما أضفى على منطقة السويس أهمية اقتصادية خاصة .
عصر المماليك
في عام 1505 قاد المعلم حسن شاهبندر تجار القلزم أسطول تجاري لقتال البرتغاليين أمام الساحل الغربي للهند.
عصر العثمانيين
في عام (1516) أقلعت تجهيزة (حملة) مصرية عثمانية من السويس تحت امرة سلمان الرومي وحسين تركي (مملوك) لقتال البرتغاليين وكانت بداية ضم اليمن للدوله العثمانيه في عام1541 هاجمها أسطول برتغالي بقيادة استفاوداجاما الحاكم البرتغالي للهند (والإبن الثاني لفاسكوداجاما). أمام قوة الاسطول العثماني المرابط بالسويس اضطر دا جاما للإنسحاب و عرّج على ميناء الطور بجنوب سيناء حيث دمره ثم اقفل عائدا إلى قاعدته الحديثة في مصوع و ميناء ارقيفو المجاور باريتريا حاليا اللذين مالبث أن أخلاهما و ترك العتاد و 130 مقاتل و400 من العبيد لإمبراطور الحبشه المحاصر من الدول المسلمة المجاورة و أقلع إلى الهند في 9 يوليو 1541
( السويس كانت وستظل دائما مطمع للغزاه ومقبره لهم في نفس الوقت )
السويس أول مدينة في منطقة القناة يصلها خط حديدي
افتُتح خط السويس الحديدي، في أول ديسمبر 1858. وكانت مدينة السويس أول مدينة في منطقة القناة، ترتبط بالقاهرة بخط حديدي، وقد بلغ طوله 125 كم. وكان الزمن المقرر لقطْع هذه المسافة سبع ساعات. ولكن، كثيراً ما كانت القاطرات تتعطل، وسط الصحراء، ويمتد التأخير يوماً أو بعض يوم. وقد أُوقف تشغيل خط القاهرة ـ السويس، سنة 1869، بعد أن أكملت الحكومة خط القاهره - الاسماعيليه - السويس. إذ مدّت الحكومة خطاً من الزقازيق إلى الاسماعيليه سنة 1868 ثم مدّت، في العام نفسه، خطاً من الاسماعيليه إلى السويس. وظل خط القاهرة ـ السويس الحديدي، الصحراوي، موقوفاً استخدامه، حتى أعيد تشغيله، سنة 1930
بوست كارد لشوارع السويس القديمه
بوست كارد لشارع الكساره قديما
ازدياد أهمية السويس بعد افتتاح القناة
ازدادت أهمية السويس، بعد افتتاح القناة البحرية. وقد ضمت الحكومة المصرية زيلع وبربره إلى أملاك مصر، في سنة 1875، وكانتا من أملاك تركيا وتابعتين لميناء الحديده في اليمن وقد صدر الفرمان مؤرخاً في أول يوليه 1875، من السلطان العثماني إلى خديوي مصر، بالتنازل عن زيلع وملحقاتها، مقابل زيادة الجزية السنوية، التي تدفعها مصر إلى تركيا وأصبحت سفن الأسطول المصري في البحر الاحمر تمارس نشاطها في منطقة شاسعة، تبدأ من السويس إلى سواحل مضيق عدن الجنوبيه . حفل اقتتاح قناة السويس
حفل افتتاح قناة السويس
الخديوي اسماعيل والامبراطوره اوجيني في حفل افتتاح قناة السويس
قناة السويس بعد افتتاحها
السويس والكفاح الوطني
تاريخ السويس في مقاومة الاستعمار الإنجليزي
خاض أهالي السويس معارك عنيفة ضد جنود الإمبراطورية البريطانية، بدبابتهم ومدافعهم الرشاشة وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ولم تكن هذه المعارك بين قوات متكافئة، أو متقاربة، عدداً أوعدةً، مما حمل سكان السويس على الاضطلاع بعبء الكفاح الطويل، وأبدوا فيه من الفدائية والبطولة والروح العالية، ما جعل كفاحهم أروع ما يكون الكفاح، وأعطوا صورة مشرِّفة للنضال الوطني.
معركة السويس الأولى 3 ديسمبر1951
تعطلت إحدى سيارات النقل الحكومية، في منطقة الأربعين، بالقرب من ورش السكك الحديدية، وكانت تقلّ قوة من جنود الشرطة. فنزل السائق لإصلاح السيارة. وإذا بالجنود الإنجليز، الموجودين في المعسكر البريطاني المجاور، يطلقون النار على جنود الشرطة، الذين قابلوا العدوان بمثله، وأطلقوا النار على الإنجليز. واستمرت المعركة بضع ساعات. وأبلى الفدائيون بلاءً حسناً، إذ كوّنوا فرقاً مجهزة بالمدافع سريعة الطلقات، وكمنوا في مواقع خفية على الطريق، الذي تمرّ منه النجدات البريطانية، وأخذوا يتصيدون الإنجليز برصاص مدافعهم. وقد استشهد في هذه المعركة 28من المصريين، منهم 7 من رجال الشرطة. وبلغ عدد الجرحى 70، منهم 12 من رجال الشرطة. وبلغ عدد قتلى الإنجليز 22، والجرحى 40.
معركة السويس الثانية4 ديسمبر 1951
استأنف الإنجليز القتال، في اليوم التالي، منتهزين فرصة اشتراك أهل المدينة في تشييع جنازة أحد الشهداء، الذين سقطوا في معركة اليوم السابق. فخرجت قوة بريطانية، قوامها ثلاث دبابات وأربع مصفحات، وعدد من السيارات المسلحة، وأخذت تطلق النار جزافاً على المشيعين، والأهالي، ورجال الشرطة، وعلى المنازل القريبة. وعمد رجال الشرطة والأهالي إلى الدفاع عن أنفسهم. ونشب قتال بين الفريقين، استمر ساعة كاملة. وأسفر عن استشهاد 15 مصرياً، منهم سيدة وشرطيان، وبلغ عدد الجرحى 29، منهم 6 من رجال الشرطة. وبلغ عدد قتلى الإنجليز 24، والجرحى 67.
تدمير كفر أحمد عبده، أو "دنشواي السويس" 8 ديسمبر1951
يقع هذا الحي شمالي مدينة السويس، بين جهاز (وابور) تكرير المياه العائد للقوات البريطانية، ومعسكرات البريطانيين، الواقعة شمالي المدينة. وكان يضم 156 منزلاً، تسكنها ثلاثمائة أُسرة، عدد أفرادها ألفا نسمة. وكإجراء تنظيمي، في الظاهر، واستفزازي، في الواقع، أراد الإنجليز إزالة هذا الحي من السويس، بحجة إنشاء طريق، يصل المعسكرات البريطانية بجهاز تكرير المياه، من دون أن تتوسطه مساكن أهالي كفر أحمد عبده. وحددوا يوم 7 ديسمبر1950، موعداً لنسف الحي. وتلقى إبراهيم زكي الخولي، محافظ السويس، وقتذاك، خطاباً مؤرخاً في 5 ديسمبر 1950، من القائد العام للقوات البريطانية في منطقة القناة، يبلغه فيه ما اعتزم الإنجليز تنفيذه، والموعد الذي حددوه. واتصل المحافظ بوزير الداخلية، في ذلك الوقت، فؤاد سراج الدين. فرفض الوزير طلب الإنجليز، وأمر المحافظ بأن تتولى قوات الشرطة حماية مساكن القرية، ومنع هْدمها، وردّ كل عدوان يقع على ساكنيها. وأبلغ المحافظ هذا القرار إلى القيادة البريطانية، في 6 ديسمبر. وقرر الإنجليز تأجيل هدم القرية، 24 ساعة، لعقد اجتماع في مدينة السويس، ظهر يوم الجمعة 7 ديسمبر. وفي ذلك الاجتماع، أصر الإنجليز على موقفهم، وحددوا الساعة السادسة، من صباح يوم السبت 8 ديسمبر، لاحتلال القرية بقوات من المدفعية والدبابات والمشاة، تمهيداً لتدميرها. استعد الإنجليز استعدادات واسعة، فحاصروا مدينة السويس من جميع أطرافها، ووقفت السفن الحربية البريطانية في القناة، وقد صوبت مدافعها نحو المدينة، على أتم استعداد لإطلاق مدافعها، عند صدور أول إشارة إليها بالتنفيذ. ثم حشدوا قوات برية، تتكون من ستة آلاف مقاتل، مدعمين بـ250 دبابة و500 سيارة مدرعة و50 سيارة من سيارات الإشارة، وعدد من الطائرات وجنود المظلات. عقد محافظ السويس، مساء يوم 7 ديسمبر، عدة اجتماعات، شهدها كبار المسؤولين وأعيان المدينة، لدراسة الموقف. واستقر الرأي على عدم التعرض للقوات البريطانية. وغادر سكان كفر أحمد عبده منازلهم، ليلاً. في الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم حاصرت القوات البريطانية "كفر أحمد عبده" بدباباتها وسياراتها المصفحة. وفي صباح اليوم التالي، تقدّم عشرة آلاف جندي بريطاني، ونصبوا مدافع الميدان، وصوّبوها نحو المدينة. واحتل الجنود سطوح العمارات والمنشآت، للقضاء على كل حركة للمقاومة، وحلقت الطائرات فوق المدينة، على ارتفاع قليل. وفي الموعد المحدد، نسف الإنجليز مباني القرية بالقنابل، وأشعل جنود المظلات النيران في المباني، التي استعصت على الهدم. وزالت قرية كفر أحمد عبده من الوجود.
معركة السويس يومَي 3 و4 يناير1952
استمرت هذه المعركة ثلاثين ساعة. وبدت عصر يوم 3 يناير 1952، بعدوان شنّه الإنجليز على سكان المدينة، إذ اقتحمت سيارة بريطانية عسكرية، تُقلّ ضباطاً وجنوداً، ورش القاطرات، التابعة لمصلحة السكك الحديدية في السويس، وأطلقوا النار على عمال الورش. فرَدّ الحراس المصريون بإطلاق النار على السيارة. وفي الوقت نفسه، اتجهت عشرون سيارة مصفحة، وثلاثون سيارة نقْل مزدحمة بالجنود الإنجليز، إلى شوارع المدينة. وأخذت الطلقات النارية تنهال على السكان، وهبّ رجال الشرطة يدافعون عن المواطنين، وتحصّن بعضهم بمنازل كفر محمد سلامة وكفر البراجيل. كما أسرع الفدائيون إلى مكان المعركة، وبثوا أربعة ألغام في جهاز تكرير المياه العائد للبريطانيين، فانفجرت تباعاً، ونُسفت بعض مباني الجهاز. وتتابعت الأحداث، بسرعة مذهلة، فقد وقعت مذبحة الإسماعيلية، في 25 يناير 1952، واستُشهد فيها خمسون جندياً من رجال الشرطة، وأصيب منهم نحو ثمانين. وأعقب هذه المجزرة المروعة حريق القاهرة، في اليوم التالي، وتلاه، في اليوم الثالث، إعفاء وزارة الوفد من الحكم، وتولّي وزارة علي ماهر، في 27 يناير. وفي عهد هذه الوزارة، توقف الكفاح في السويس، وفي غيرها من مدن القناة. وعاد الفدائيون أدراجهم، بل اعتقلت الحكومة الكثيرين منهم. وما لبثت وزارة علي ماهر أن استقالت، في أول مارس 1952، وتلتها ثلاث وزارات، تعاقبت الحكم، في أقلّ من خمسة أشهر، إلى أن قامت ثورة 23 يوليه 1952.
السويس، بعد عدوان 1967
في 14 و15 يوليه 1967، كان من المنتظر وصول مراقبِي وقف إطلاق النار. وحاول الإسرائيليون إنزال بعض الزوارق إلى القناة، تم التصدي لها، وأُحبطت المحاولة. وتمكّنت المقاومة الشعبية من أَسْر ضابط وجندي إسرائيليَّين. ولمّا فشلت هذه المحاولة، قصف العدو الإسرائيلي الأهداف المدنية بالطائرات والصواريخ. ولم تسلم مصانع النفط من هذا القصف العنيف، فشب حريق كبير، تمت السيطرة عليه، بجهود قوات المطافئ، والشرطة، والقوات المسلحة، والمقاومة الشعبية وعمال المصانع أنفسهم. استمرت محاولات العدو قصف الأهداف المدنية بشكل عشوائي. وتمسك شعب السويس بشعار: البناء والصمود دفاعاً عن الأرض. إلاّ أن قرار تأجيل الدراسة، ثم إلغائها، كان إيذاناً ببدء تجربة الهجرة، بكل ما فيها من تحمّل ومعاناة ودروس جديدة، تحت شعار: "التهجير جزء من المعركة، ولمصلحتها". وشكلت عدة لجان، من الأجهزة الشعبية والتنفيذية، لزيارة أبناء السويس المُهجّرين، في المحافظات المضيفة، ومتابعة عملية التهجير والرعاية، مع الأجهزة المعنية في المحافظات المضيفة. بطولات تحققت، خلال العدوان وأثناء حرب الاستنزاف تمسَّك عمال المصانع بالبقاء، ورفضوا رؤية مصانعهم معطلة أو متوقفة، وظلت المصانع تعمل وتنتج. وعندما بدأ العدوان، عانت المصانع نقص الأيدي العاملة، نتيجة استدعاء الاحتياطي والحرس الوطني وحاجة المقاومة الشعبية والدفاع المدني. فتطوع العاملون للعمل 12 ساعة، يومياً، بدلاً من 8 ساعات، بلا أجر إضافي. واستمر العمل بهذا النظام أكثر من شهرين، حتى سنحت الظروف بالعودة إلى نظام 3 ورديات. وبدأت محاولات إطفاء الحرائق، خلال الاشتباك، على الرغم من استمرار القصف، وتساقط القنابل والصواريخ. فما يكاد الاشتباك ينتهي، حتى تندفع جموع العاملين نحو النيران، بمعاونة رجال الإطفاء، الذين وفدوا على السويس من القاهرة. وأسهم في هذا العمل وزارة الداخلية، والقوات المسلحة، والمحافظات، وهيئة قناة السويس. وأمكن إطفاء هذه الحرائق الهائلة في ستين ساعة فقط، في الوقت الذي كان العدو يردد: "النيران ستظل مشتعلة شهوراً". وبدأت عملية إعادة المصانع للتشغيل، ليل نهار. وقد أعيد أحد المصانع إلى العمل، بعد 25 يوماً فقط. كما أعيد مصنعان آخران، بعد 45 يوماً. في حين كان العدو يتصور، أن المصانع لن تعود، قبل سنتين.
اسطورة الكفاح الشعبي للسويس يوم 24 اكتوبر
1973
ويقف شعب السويس، في كل موقع، مسانداً قواته المسلحة الباسلة، صانعاً أروع البطولة والفداء، مع رجال الشرطة. حاول العدو الإسرائيلي دخول مدينة السويس، بعد أن تسربت دباباته من خلال ثغرة "الدفرسوار"، جنوب البحيرات المُرّة. وتحركت دباباته، صباح 24 أكتوبر، في مجموعات متفرقة، عددها 32 دبابة، محاولة احتلال مدينة السويس. فخرجت مجموعات من شباب المقاومة، والمواطنين، مع رجال الشرطة والقوات المسلحة، لتدمّر دبابات العدو، وتقتل جنوده. وأمكَن تدمير 23 دبابة، فانسحبت الدبابات الأخرى. ويبقى قسم شرطة الأربعين، ومسجد الشهداء، ومسجد سيدي الغريب، ومداخل المدينة، علامات بارزة في تاريخ نضال السويس، وتاريخ مصر الوطني. 24 أكتوبر العيد القومي لمدينة السويس والمقاومة الشعبية وهكذا، يبقي يوم 24 أكتوبر من كل عام، عيداً قومياً لمدينة السويس الباسلة، والمقاومة الشعبية، يعتزُ به أبناؤها. فهم يحتفلون، سنوياً، بهذا اليوم، تحية لشهداء البطولة والفداء
وسيكون لنا مقالات منفصله حول هذا اليوم لاهميته الكبيره واحداثه المثيره وبطولة شخصياته
علاء السويسي
[Download the Podcast (; MB)]
()
نبذه عن السويس في ثلاثة افلام 18 Aug 2008, 5:58 am
( 1 )
السويس القديمه وحتي عام 1967
( 2 )
السويس اثناء نكسة 1967
والمقاومه الشعبيه في يوم
24 اكتوبر عام 1973
( 3 )
السويس اليوم
(video/mp4)
رحلة تمثال الحريه من السويس الي امريكا 5 Aug 2008, 3:16 am
تمثال الحريه من السويس الي نيويورك
لوحة من أعمال بارتولدي لمشروع الفنار الضخم الذي يريد أن يقيمه الفنان لتتويج المدخل الجنوبي لقناة السويس تمثـّل فلاحة مصرية طولها 28 متر، على رأسها طرحة وتاج، تقف على قاعدة طولها 15 متر. اسم هذا التمثال "مصر تحضر النور إلى آسيا" أو "مصر تنير الشرق".هذه اللوحة معروضة حاليًا في متحف بارتولدي بمدينة كولمار بفرنسا.
حكاية بارتولدي مع مصر وحكاية تمثال الحرية من السويس إلى نيويورك.
الفصل الأول: 8 نوفمبر 1855يُبحِر أوجست بارتولدي، وعمره 21 عامًا، من ميناء مارسيليا على متن الباخرة أوزوريس المتوجهة إلى مصر ضمن بعثة علمية وفنية لدراسة الشرق هدفها تصوير آثار مصر والنوبة وفلسطين. أثناء هذه الرحلة ينبهر المثـّال الشاب من ضخامة الآثار المصرية، مما سوف ينعكس على أعماله فيما بعد.
الفصل الثاني: 5 أبريل 1869بعد 14 عامًا منذ زيارته الأولى يعود بارتولدي إلى مصر وفي جعبته مشروع كبير. عند وصوله ميناء الإسكندرية يقابل فرديناند دي ليسيبس الذي كان في ذلك الوقت يقوم بالانتهاء من مشروع قناة السويس المقرر أن يفتتحها كل من الإمبراطورة أوجيني والخديوي إسماعيل في شهر نوفمبر من ذلك العام. يعرض بارتولدي على دي ليسيبس مشروع الفنار، ولكن دي ليسيبس لا يُبدي أي حماس.
الفصل الثالث: لدى إسماعيل باشايصل بارتولدي إلى القاهرة بالقطار، وينجح في تحديد مقابلة مع وليّ النعم حيث يريه الرسومات (أنظر الصورة) والماكيت. يظهر الخديوي اهتمام بما يراه وبما يسمعه، يبدو عليه الإعجاب لكنه لا يعطي أي وعد. يترك له بارتولدي الماكيت ويطلب منه أن يتقابلا ثانية ً بعد شهرين في باريس أثناء الزيارة المقبلة للخديوي في فرنسا. لا نعلم إذا كان الرجلان تلاقيا ثانية ً لكننا نعرف أن المشروع لم يدخل حيز التنفيذ. يرجع هذا الفشل لسببين: أولا ً لأن هذا المشروع لم يشكل أولوية لدى الخديوي الذي قام بتنفيذ مشروعات مكلفة أرهقت ميزانية الدولة، وثانيًا لأن دي ليسيبس وهو صديق شخصي للخديوي ولإمبراطور وإمبراطورة فرنسا لم يدافع عن مشروع التمثال ليحافظ على مكانته الشخصية إذ أن عمل فني ضخم كهذا يمكن أن يلفت الانتباه فيلقي بظله على المشروع الأصلي الذي يعتز به دي ليسيبس،وهو مشروع القناة.
ماكيتين للتمثال الشهير "الحرية تنير العالم"، الماكيت ناحية اليسار هو التجربة الأولى (1870) والذي كان سيتم تنفيذه في السويس والآخر هو النموذج النهائي 1875 والذي تم تنفيذه في نيويورك بعد ذلك
.الفصل الرابع: ما بين 1870 و 1875 ينتهي بارتولدي من عمل الماكيت الأولي من الفخار لما سيُعرف فيما بعد بتمثال الحرية في عام 1870، أي بعد انقضاء عام على مشروع السويس. الشبه بين المشروعين لا يدع مجالا ً للشك، فيما عدا بعض التفاصيل مثل طول التمثال الذي زاد ثلاثة أمتار، الشعلة التي انتقلت لليد الأخرى، الرداء لم يعد يشبه ما ترتديه المصريات والملامح أصبحت لسيدة إغريقية-لاتينية. يتطوّر النموذج قليلا ً ليصل إلى شكله النهائي عام1875
.الفصل الخامس: 1885قبل عام من افتتاح تمثال الحرية، يظل بارتولدي على موقفه النافي لجميع الاتهامات الموجهة إليه بشأن إعادة استخدام تصميم مشروع السويس وتحويله إلى تمثال الحرية، خصوصًا اتهامات صحيفة نيويورك تايمز، إذ يؤكد أنه "لم يصنع للخديوي أي شيء سوى نموذج مبدأي صغير ظل في قصره وهو يمثل مصر في شكل فلاحة". يحاول بارتولدي أن يوحي بأن المشروعين ولدوا في عقله متزامنين، وأن تمثال "الحرية تنير العالم" ليس إعادة استخدام لـ"مصر تنير الشرق
.يُُسدل الستار على هذه الصفحة من التاريخ الذي يبقى شاهدًا على تمثال عظيم لم تشأ له الظروف أن يرى النور، وتمثال آخر مشابه للأول في الشكل، مساو له في العظمة وشقيق أصغر بعام ولكنه أكبر بـ3 أمتار أصبح رمزًا للحرية وللحلم الأمريكي.
[Download the Podcast (; MB)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق